رئيس التحرير
عصام كامل

شباب جامعاتنا مقبلون على كارثة صحية.. فهل ننتبه؟!


قام الأستاذ الدكتور سيد عبد الفتاح عيد والأستاذ الدكتور مجاهد أبو المجد بجامعتى الدلتا والمنصورة بإجراء بحثين في منتهى الأهمية بالتعاون معنا في مركز جوزلين للسكر بجامعة هارفارد. والبحثان اللذان قاما بهما مع شباب الباحثين المصريين من جامعيتهما وجامعة عين شمس وبنها واللذان أجريا على طلبة الجامعات بين سن ١٩-٢٢ سنة ينذر بعواقب صحية خطيرة في المستقبل القريب إذا لم ننتبه لحجم المشكلة وخطورتها.


فقد لاحظنا زيادة كبيرة في نسبة المصابين بالكبد الدهني في هذا السن الصغير في البحث الأول وزيادة كبيرة في إحتمالية الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني في البحث الآخر. ولقد عرض البحثان بتميز الدكتور سيد عبد الفتاح في مؤتمر الجمعية الأمريكية للسكر بسان فرانسيسكو والذي عقد الشهر الماضي بحضور ١٥ ألف بحث وطبيب من جميع أنحاء العالم.

وقد وجد الباحثون المصريون باستخدام تقنية حديثة أن ٤٧،٥٪؜ من العينة المدروسة من شباب الجامعات مصابون بترسب الدهون في الكبد في مراحله الأولى. ومن المعروف الآن أن زيادة ترسب الدهون في الكبد هو من أهم أسباب تليف الكبد، والمعروف الآن باسم NASH وهو من أهم أسباب الفشل الكبدي في العالم الغربي بعد نجاح القضاء على الفيروس C والذي أنهك كبد المصريين لعقود.

والبحث الثاني كان مفاجأة حيث وجدنا أن ٤٨٪؜ من العينة المختارة من طلبة الجامعات على استعداد للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني. وأوضحت الدراسة أن زيادة الوزن حتى لو كانت طفيفة عند هؤلاء الطلاب مع الضغوط النفسية وتناول أطعمة الوجبات السريعة من أهم أسباب زيادة الاستعداد لمرض السكر.

لقد فتح الدكتور سيد والدكتور مجاهد مع مجموعة الباحثين الشبان في مصر وأمريكا أعيننا جميعًا متسعة على مشكلتين كبيرتين في مراحلهما الأولى قد تُنبأ كل منهما بكارثة صحية في المستقبل القريب.. كما أوضحوا لنا أهمية البحث العلمي الدقيق في فهم ودراسة مشاكلنا الصحية في مهدها وأوضحوا أهمية التعاون بين جامعاتنا المصرية ومراكز البحث العالمية لإتمام الأبحاث العلمية على أعلى قدر من الدقة ونشرها في أكبر المؤتمرات الدولية...

والسؤال الآن هل نقف متفرجين ونحن نرى شبابنا الغض مقدمًا على هذه الأمراض المزمنة والخطيرة؟ وما دور وزارة الصحة ودور الجامعات في التوعية ووضع برامج متكاملة للوقاية من هذه الأمراض في هذه السن المبكرة؟ شكرًا لأحبائي الأفاضل دكتور سيد ودكتور مجاهد على تقدمهم لحمل المشاعل العلمية وإعطاء القدوة البحثية المبهجة لشبابنا لمزيد من الأبحاث العلمية الجادة والمجدية!
الجريدة الرسمية