التوتر يتجدد في هرمز.. تداعيات الأزمة بين طهران وبريطانيا
توتر جديد تشهده إيران، لكن هذه المرة مع الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، والذي تسبب في صراع طويل بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن انسحبت من الاتفاقية العام الماضي.
وتصاعد هذا التوتر مع المملكة المتحدة تحديدًا في منطقة مضيق هرمز، فمنذ احتجاز القوات البحرية البريطانية ناقلة نفط إيرانية عملاقة بمضيق جبل طارق، هددت طهران بانتهاج مبدأ" المعاملة بالمثل والبادي أظلم"، وذلك بعد أن اتهمت الحكومة البريطانية، اليوم الخميس، طهران بمحاولة اعتراض طريق ناقلة بريطانية في مضيق هرمز، الأمر الذي قد يؤثر على مسار محادثات إنقاذ الاتفاق النووى بين إيران وفرنسا والصين وألمانيا وروسيا وبريطانيا.
وكانت الحكومة البريطانية، أعلنت اليوم الخميس، اعتراضها من قبل ثلاث سفن إيرانية حاولت اعتراض سبيل ناقلة تشغلها شركة بي. بي البريطانية في مضيق هرمز لكنها انسحبت بعد تحذيرات من سفينة حربية بريطانية.
وفيما يلي تداعيات الأوضاع البريطانية الإيرانية:
بعد اقتراب إيران من ناقلة النفط العملاقة "بريتيش هيريتدج" التي تشغلها شركة بي. بي وترفع علم جزيرة آيل أوف مان، حثت بريطانيا السلطات الإيرانية على تهدئة الوضع في المنطقة، وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن ”السفينة الحربية مونتروز اضطرت للتمركز بين السفن الإيرانية وبريتيش هيريتدج ووجهت تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية من أجل الابتعاد عنها"، بحسب ما أكدته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ووصف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، المواجهة الإيرانية البريطانية بأنها تطور شديد القلق، مؤكدًا أن المملكة المتحدة تواصل مراقبة الوضع بعناية فائقة.
تصريحات لا قيمة لها
ومن جانبها رفضت إيران هذه المزاعم، ووصف وزير الخارجية جواد ظريف المزاعم البريطانية بأنها "لا قيمة لها" وأن الإدعاءات البريطانية التي قدمت هي التي تسببت في حدوث توتر،وذلك خلال تصريحات لوكالة أنباء فارس الإيرانية، وأصدر الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بيانًا ينفي فيه تورطه، بمهاجمة السفينة البريطانية في مضيق هرمز.
أما عن مسئولو الدفاع الامريكيون الذين تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم، قالوا لوكالة "رويترز" الإخبارية، أن الحادث وقع عند المدخل الشمالي لمضيق هرمز، وأن السفينة الملكية "مونتروز" التابعة للبحرية الملكية، التي كانت هناك أيضًا، أشارت إلى أنها مدافع على القوارب وحذرتهم عبر الراديو، وفي هذه المرحلة قاموا بتفريقها، بينما قال مسئول آخر لقد كانت هذه المحاولة مضايقة ومحاولة للتدخل في الممر.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكي، الكابتن بيل أوربان: "نحن على دراية بتقارير المضايقات التي تقوم بها القوات المسلحة الثورية الإيرانية التابعة لحرس الحرس الثوري الإسلامي ومحاولات التدخل في مرور السفينة التجارية البريطانية التي تحمل علم المملكة المتحدة اليوم بالقرب من المضيق. هرمز، مشيرًا إلى أن تهديدات حرية الملاحة الدولية تتطلب حلًا دوليًا.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن طائرة مراقبة أمريكية سجلت شريط فيديو للحادث، وقالت إن السفينة الملكية مونتروز، التي كانت ترافق ناقلة النفط، وجهت بنادقها على قوارب الحرس الثوري الإيراني وأصدرت تحذيرًا شفهيًا، لكنها لم تطلق النار.
عواقب وخيمة
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، حذر أمس الأربعاء بريطانيا من أنها ستواجه عواقب غير محددة نتيجة للاستيلاء على ناقلة النفط "جريس1" المتجهة إلى سوريا قبالة ساحل جبل طارق الأسبوع الماضي. السفينة، التي يعتقد أنها تنتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا، لا تزال في حوزة بريطانيا، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الإيرانية.