قلق أوروبي بشأن قرار إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم.. وقناة تجارية لإنقاذ الوضع
تهديدات مكثفة ووعود بالتراجع.. بهذه الطريقة تتحرك طهران تجاه شركاءها بشأن الاتفاق النووي المبرم في 2015، بينما لم تخرج ردود الأفعال عن المتوقع.
رفع معدل التخصيب
في البداية رفعت إيران معدل تخصيب اليورانيوم مهددة بالمزيد من القرارات التعسفية، كما أكدت رغبتها في إنقاذ الاتفاق، ليس ذلك فحسب بل وعدت بالتراجع عن القرار مقابل الاستجابة لمطالبها.
وعقب تأكيد إيران، اليوم الأحد، أنها ستبدأ في تخصيب اليورانيوم بنسبة يحظرها الاتفاق حول برنامجها النووي، مهددة بالتخلي عن تعهدات أخرى خلال ستين يوما، مما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية -الجهة المراقبة للاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية-، بالتعقيب وتأكيد أنها على علم بالأمر، وبأن مفتشيها سيرفعون تقريرا للوكالة بمجرد تأكدهم من زيادة طهران لمستوى تخصيب اليورانيوم عن الحد المسموح به ضمن الاتفاق النووي.
مفاعل نووي
في البداية ذكر مسئول إيراني أن إيران لن تخصب اليورانيوم في الوقت الحالي إلى المستوى اللازم لمفاعل طهران، موضحًا أن طهران لديها القدرة على استعادة العمل في مفاعل "آراك" للماء الثقيل وستتحرك بناء على احتياجاتها، لكن سرعان ما أعلن عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشئون السياسية، أن بلاده قررت عدم تفعيل مفاعل أراك بعد تلقيها وعودا من الأطراف المعنية الأوروبية بتنفيذ التزاماتها.
وقال عراقجي، إن رسالة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني تعتبر موضوع مفاعل أراك موضوعا منفصلا، وفي حال لم تتمكن الأطراف الباقية في الاتفاق النووي من العودة إلى الجدول الزمني بشأن تحديث مفاعل أراك، ستقوم إيران بإكمال وإنشاء مفاعل أراك بناء على الصيغة السابقة.
استنكار فرنسي وتحذير إسرائيلي
بمجرد أن أعلنت إيران عن تأكيد تهديداتها برفع مستوى تخصيب اليورانيوم، كان تصريحات الإليزية الأولى بشأن هذا الصدد، فقد أبلغ مسئول بالرئاسة الفرنسية وكالة "رويترز" الإخبارية، أن الرئيس إيمانويل ماكرون استنكر قرار إيران رفع مستوى التخصيب، ووصف الخطوة بأنها انتهاك للاتفاق المبرم.
ومن جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة إيران هذه بأنها "بالغة الخطورة"، وكرر الدعوة لفرنسا وبريطانيا وألمانيا بفرض عقوبات على إيران.
وقال نتنياهو في تصريحات علنية لمجلس الوزراء: "تلك خطوة بالغة الخطورة.. انتهكت إيران تعهدها الرسمي بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعدم تخصيب اليورانيوم بما يتخطى مستوى معينا".
قلق أوروبي
ومن جهتها أعربت المسئولة عن السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجريني، عن قلقها البالغ تجاه هذه التطورات، مرجحة انعقاد اللجنة المشتركة والتي يتكون أعضاؤها من إيران وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي (، كخطوة أولى لعملية فض المنازعات وفق مقتضيات اتفاق 2015. ويكون أمام اللجنة المشتركة 15 يوما لتسوية المشكلة ما لم يتوافق أعضاؤها على تمديد تلك الفترة الزمنية.
قناة تجارية
وقدّمت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة قناة تجارية تُعرف باسم Instex" "- أداة لدعم التبادلات التجارية- تهدف إلى حماية بعض المصالح التجاريه مع إيران، وخاصة الغذاء والدواء لحمايتهم من تهديد العقوبات الأمريكية، لكن إيران تستغل ذلك بمطالبة مركبة تجارية يمكن استخدامها لشراء النفط، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.