رئيس التحرير
عصام كامل

تكريم التحرش!


لأنني أرى ضرورة التريث قبل الحديث عن صدمة خروج منتخبنا من دور الستة عشر بالبطولة الأفريقية، حتى نفكر فيما حدث وفيما يتعين علينا أن نفعله بعقل هادئ لا يحركه الغضب العارم وحده، سوف أكتفي اليوم بالحديث عن مشهد غريب وشاذ حدث في مباراة أمس بين منتخبنا ومنتخب جنوب أفريقيا، لن يهتم به أحد، خاصة من المعلقين الرياضيين. 


هذا المشهد لم يكن بطله المدير الفنى لمنتخبنا المقال، ولا أحد من اللاعبين الذين خيبوا آمال جماهير غفيرة كانت تنتظر منهم أن يقدموا لها فرحة تعينهم على تحمل ما يواجهونه من مصاعب الحياة المعيشية، أو تنسيهم بعض الوقت همومهم المالية.. وإنما كان أبطاله عددا ليس بالقليل من المشجعين الذين امتلأت بهم مقاعد إستاد القاهرة !

فقد حدث عند نزول اللاعب "عمرو وردة" إلى الملعب أن قوبل من هؤلاء المشجعين بعاصفة من التصفيق ترحيبا به، رغم كل ما اقترن باسمه مؤخرا من أخطاء اعترف بها عندما تقدم باعتذار لاتحاد الكرة وجماهيرها لكى يعفى من عقوبة طرده من المنتخب التي أعلنها بحقه رئيس الاتحاد المستقيل، ثم تراجع عنها تحت ضغوط عدد من زملائه اللاعبين في المنتخب الذين أصروا على عودته إلى الفريق!

وقد أفهم وإن كنت أرفض أن يمارس اللاعبون ضغوطهم على اتحاد الكرة للعفو عن زميلهم.. وذات الشىء ينطبق على تراجع رئيس الاتحاد المستقيل عن قرار له تحت هذه الضغوط.. وأيضًا ينطبق على إشراك المدير الفنى للاعب في مباراة أمس، رغم أنه لم يقدم ما يبرر ذلك في أرض الملعب.. ولكنى لا أفهم بالمرة أن يُستقبل اللاعب عند نزوله أرض الملعب بديلا لزميل له بهذا الترحيب الملحوظ والمستفز. 

الذي ليس له سوى معنى واحد فقط، وهو أننا لا نتغاضى فقط عمن يرتكب جريمة التحرش، بل صرنا نصفق للمتهمين بهذه الجريمة، ونكرمهم أيضا، ونسينا كما قال شاعرنا الكبير"حافظ إبراهيم" أن الأمم تنهار إذا انهارت الأخلاق فيها.
الجريدة الرسمية