رئيس التحرير
عصام كامل

تحذير "بوتين" لا يكفى!


يجب أن نتنبه جيدا لما قاله الرئيس الروسى "بوتين" أمس أثناء زيارته لروما حول انزعاجه من تدفق المتطرفين والإرهابيين من منطقة إدلب السورية على ليبيا.. فهذا أمر يهمنا، لأن خطر وجود متطرفين وإرهابيين في ليبيا يمتد إلينا لأن بعضا منهم يسعى للتسلل إلى أراضينا عبر حدودنا الغربية ليقوموا بعمليات إرهابية ضدنا.


نعم أن هؤلاء يشكلون أولا خطرا على ليبيا، وتحديدا على جيشها الوطنى بقيادة "حفتر" الذي يخوض منذ عدة أسابيع معركة حول مدينة طرابلس لتطهيرها من المتطرفين، ويسهمون بذلك في تأخير حسم هذه المعركة.. إلا أنهم يشكلون أيضا خطرا علينا، لأن معظمهم مرتبط بتنظيم داعش الذي أعلن زعيمه قبل أسابيع أن بلادنا أحد الميادين التي وجه عناصر تنظيمه إليها لتكثف أعمالها الإرهابية فيها..

وهنا يتعين أن يثور السؤال كيف تمكن هؤلاء المتطرفون والإرهابيون من الانتقال من إدلب السورية إلى ليبيا؟.. ونرجو أن يسهم معنا الرئيس "بوتين" في الإجابة عليه.. لأن منطقة أدلب تقع الآن تحت سيطرة مجموعات ترتبط بعلاقات مع النظام التركى.. والأغلب أنها خرجت من سوريا عبر حدودها مع تركيا.. والأغلب أيضا أنها وجدت مساعدة من تركيا للوصول إلى ليبيا عبر طرابلس التي ما زالت واقعة تحت سيطرة مجموعات متطرفة لها علاقات مع النظام التركى، الذي قال رئيسه بوضوح قبل أيام إن له مصالح في ليبيا!

إذن النظام التركى الذي يتعاون مع الروس في سوريا هو المتهم الأول في خروج هؤلاء المتطرفين والإرهابيين من أدلب السورية وذهابهم إلى ليبيا، وهو ما آثار انزعاج الرئيس الروسى "بوتين".. لذلك نتوقع أن يثير "بوتين" ذلك مع "أردوغان"، مطالبا أياه بوقف ذلك فورا.. فلا يكفى أن يحذر "بوتين" من تسلل إرهابى إدلب إلى ليبيا، وإنما يتعين أن يقترن هذا التحذير بموقف صارم تجاه النظام التركى الذي تنصل من اتفاقه مع موسكو بخصوص إدلب السورية، ها هو يستخدم إرهابيوها في بلد عربى آخر.
الجريدة الرسمية