رئيس التحرير
عصام كامل

"جراهام" عندنا!


"جراهام" هو السيناتور الأمريكي الشهير الذي يتولى رئاسة لجنة اعتمادات العمليات الخارجية في مجلس الشيوخ، التي تتحكم فيما تقدمه الولايات المتحدة من مساعدات مالية واقتصادية وعسكرية لبعض الدول ومنها مصر، التي تحصل منذ إتمام المعاهدة المصرية الإسرائيلية على مساعدات عسكرية سنوية بما يفوق المليار دولار..


وكانت تحصل على مبلغ آخر من المساعدات الاقتصادية أخذت منذ بداية الألفية تتقلص عاما بعد آخر حتى توقفت، وخصصت إدارة "أوباما" بعد يناير ٢٠١١ قدرا منها لتمنحه لبعض منظمات المجتمع المدني المصرية بشكل مباشر، ومن وراء ظهر الإدارة المصرية..

وهو ما تصدت له بحزم وشجاعة الوزيرة "فايزة أبو النجا" لأنها -وهي محقة- تؤكد أن ذلك تدخل سافر في الشؤون الداخلية لمصر، خاصة وأن هذه الأموال كانت مرتبطة بسياسة أمريكية تستهدف تمكين الإخوان من حكم البلاد بغطاء مدني يتكفل المستفيدون من هذه الأموال الأمريكية بتوفيره لهم.

و"جراهام" قاد اللجنة التي يرأسها في مجلس الشيوخ أكثر من مرة لتجمد أو تخفض المساعدات العسكرية لمصر، بدعوى إصلاح أوضاع حقوق الإنسان فيها، وكانت آخر هذه المرات عندما تم تجميد مبلغ قدره نحو المئة مليون دولار من مساعدات عام ٢٠١٨، فضلا عن مبلغ مئتي مليون دولار لم يتم استهلاكها من مساعدات العام الذي قبله (٢٠١٧)..

لذلك فإن زيارة "جراهام" لمصر الآن لابد وأن يكون وراءها أمر أو هدف ما.. ويمكننا أن نستنتج ذلك من تصريحات المتحدث باسم الرئاسة المصرية حول لقاء سيناتور "جراهام" والوفد المرافق له مع الرئيس "السيسي".. فقد جاء في هذه التصريحات أن مصر التي تتطلع إلى دفع علاقاتها مع أمريكا في ظل إدارة "ترامب" حريصة على أن يكون لها علاقات طيبة مع الدول في محيطها الإقليمي وفي العالم..

وهذا يتضمن رسالة واضحة لواشنطن أن مصر تتمتع بعلاقات قوية نسجتها مع قوى عالمية من أجل أن تضمن قوة علاقاتها مع أمريكا.

كما أعاد الرئيس "السيسي" تأكيده على الموقف المصري من حل المشكلة الفلسطينية، والذي يقوم على حصول الشعب الفلسطيني على حقه في دولته المستقلة على أراضي الضفة الغربية وغزة وتكون عاصمتها القدس.. وهذه رسالة أخرى لواشنطن التي تطمع في تأييد مصري لصفقة القرن.
الجريدة الرسمية