رئيس التحرير
عصام كامل

"محمود عزت" ومستقبل الإخوان


لو صحت الأنباء التي تشير إلى وفاة "محمود عزت" نائب مرشد الإخوان في تركيا فإن ذلك سوف يكون له تداعياته على جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى أكثر من تداعيات وفاة "مرسي".. فهذا الرجل يعد هو و"خيرت الشاطر" أقوى اثنين في الجماعة.. حيث كان يقبض على الأمور التنظيميةً، بينما كان الثانى يتحكم في الأمور المالية.. وكلاهما كان يربطهما تحالف وثيق ضمن لهما التحكم في كل أمور الجماعة وتنظيمها الدولى.


ومنذ يونيو ٢٠١٣ اختفى "محمود عزت" في آثار خطة اختفاء للقيادات أخفق تنفيذها بالنسبة للمرشد بديع ونائبه الآخر "خيرت الشاطر".. وقد أثير حول اختفاء "عزت" الكثير من التكهنات، من بينها أنه هرب عبر الأنفاق إلى غزة واختفى فيها، ومنها أيضا أنه هرب من غزة إلى أوروبا.. وإذا صحت الأنباء التي تتحدث الآن عن وفاته في تركيا فهذا يعنى أن تركيا احتضنت بشكل مخطط وممنهج الجماعة وتنظيمها الدولى بكل فرقائه الذين نشبت بينهم خلافات وصلت أحيانا إلى حد الصراعات والصدامات.

وإذا كانت أنباء وفاة "عزت" صحيحة أيضا فهذا سوف يمثل أولا ضربة قوية ومؤثرة للإخوان، لأنه كان يعد كما يقال المرشد الحقيقى لهم.. كما أنه سيزيد من حدة الصراعات الحالية التي يعانى منها الإخوان، خاصة إخوان الداخل، والتي شاهدنا بعض مشاهدها علنا وعلى شاشات الفضائيات التي أنشأها لهم "أردوغان" لشن الحرب الإعلامية ضد مصر، والتي يَرَوْن أنها سوَف تمكنهم من استعادة حكمهم الذي طردوا منه شعبيا.

إن خسارة الجماعة وتنظيمها الدولى يمثل خسارة تفوق كثيرا وفاة "مرسي" الذي كان ترتيبه السادس في قيادة الجماعة، وكان حتى وهو رئيس يتلقى التعليمات من "عزت" و"الشاطر".. لذلك إذا صحت أنباء وفاة "عزت" فسوف يتلوها أنباء أخرى عديدة كلها سوف تشير إلى مزيد من الضعف والانقسامات والصراعات داخل الجماعة وتنظيمها الدولى.
الجريدة الرسمية