25 صورة ترصد حكاية ترميم ٨٦ شرخا بحوائط مسجد خوند أصلباي بالفيوم
وجه محبو الآثار الإسلامية سهام النقد اللاذع لمرممي الآثار بسبب ترميم مسجد السلطان قايتباي "خوند أصلباي" في الفيوم الذي ظهر باللون الأبيض، مؤكدين أنه مخالف للون الأصلي للمسجد وأدى لتشويهه بشكل يوحي أنه تم طلائه بالبلاستيك، وذلك بعد افتتاح وزيري الآثار والأوقاف للمسجد الجمعة الماضية.
تفاصيل ترميم مسجد خوند أصلباي بالفيوم
ومن جانبه أوضح غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، أن عملية ترميم المسجد تمت طبقا للقواعد والمواثيق العلمية ولم يتم دهانه بالبلاستيك كما تردد في الصور الخادعة التي تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للتقليل من خبرة ومجهود المرممين، مشيرا إلى أن الجامع وقت إنشائه لم يكن بهذا التخطيط، بل كان جزءا من جامع كبير ممتد فوق قنطرة الوداع، التي تعبر فوق مجرى مائي بالقرب من المسجد، وكان تخطيطه هو المعتاد في الجوامع المملوكية صحن وأربع ظلات.
وأضاف سنبل: وقع فيضان قديم تسبب في سقوط قنطرة الوداع، التي سميت بهذا الاسم لأنها كانت الواصلة بين البلدة ومقابرها، ومع سقوطها سقط الجزء الذي يعلوها من المسجد، وأزالت لجنة حفظ الآثار العربية قبل 120 عام تقريبًا، الجزء المتهدم، والرجوع بالمسجد إلى الخلف، وبناء حائط جديد على نفس تصميم ونسق الجامع، وتحول الجامع من ذو صحن وأربع ظلات، إلى جامع مغلق.
وأكد رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، أن لجنة حفظ الآثار العربية قلدت اللون الأصلي للمسجد، وتوجد بقايا أصلية منه في كتلة المدخل، مشيرا إلى أنه بإجراء دراسات على الواجهة اكتشفوا أن هناك ترميما تم بعد ترميم لجنة حفظ الآثار العربية، وتسبب هذا الترميم في تغطية ما قامت اللجنة بعمله بطبقة من الملاط، وما حدث هو إزالة طبقة الترميم الحديث وإظهار الطبقة التي تركتها لجنة حفظ الآثار، والتي تحمل اللون الحالي المسجد بعد الترميم.
وأشار سنبل إلى أن ما حدث هو إعادة الواجهة للونها الأصلي الذي تركته لجنة حفظ الآثار العربية، وبالطبع لم يتم دهان الواجهة بلاستيك على حد قوله، وإنما ما تم هو معالجة الواجهة بطبقة ملاط مخلوطة بأكاسيد حسب اللون الذي كشف عنه الترميم.
وقال رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، إن أعمال الترميم الإنشائي لمسجد السلطان قايتباي "خوند أصلباي"، تضمنت حقن أساسات المسجد والأعمدة الحاملة للعقود، وتسوية مناسيب الأرضيات، وإزالة الطبقات المتهالكة وحقن الحوائط بمواد عازلة للرطوبة بالإضافة إلى تزويد وحقن الشروخ بالجدران، والتي وصلت لنحو ٨٦ شرخا، وحقن الأرضيات.
وتابع سنبل: أما أعمال الترميم الدقيق فشملت الكشف عن العناصر الزخرفة أسفل طبقات الطلاء الحديثة وإعادة إحيائها وإبراز تفاصيل ألوان العناصر الخشبية بالمسجد من الشبابيك والأبواب والأربطة الخشبية والمنبر وكرسي المقرئ ودكة المبلغ، كما تم تنظيف الأعمدة الرخامية، وتذهيب العناصر الزخرفة بالمحراب وإعادة إحياء ألوانه، بالإضافة إلى عمل سور من الحديد حول المسجد لحماية واجهاته.