رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا..تم الإفراج عن جنودنا فى سيناء!


قلنا بعد ساعات من حادث الاختطاف إن فيما جرى فخًا للجيش..وقلنا إن تفاصيل العملية تشى بأن الخاطفين يتمتعون بقدرات معلوماتية هائلة.. ثم جاءت مطالب الخاطفين لتقول إن الأمر في منتهى الجدية وبعدها جاء فيديو الجنود فى الأسر ليؤكد أن الأزمة فى طريقها للتصعيد وأن المواجهة قادمة لا محالة وإن حرجًا بالغًا يطول الرئاسة مع الجيش معًا..!!


وفجأة وبلا أى مقدمات .. يستيقظ المصريون على نبأ الإفراج عن الجنود المصريين بلا أى شروط أو أى مطالب!! ما الذي جرى إذن؟؟

ما المتغير الذي طرأ على الأزمة وحولها بالكامل؟؟ دعونا نناقش الاحتمالات التي أطلقها المصريون على اختلاف انتماءاتهم وعلى كل المنتديات والمواقع .. أولها أن في الأمر تمثيلية كبري!! ولا أعرف أن تمثيلية يؤلفها البعض لإهانة أنفسهم!!! فالأمر كله سبب حرجًا للرئاسة والجيش كما قلنا وهذا أمر لا يعقل على أى مستوى ذهنى..

الاحتمال الثاني وتحول إلى معلومات وشائعات هو أن النظام المصرى استجاب لمطالب الخاطفين سرًا أو لبعضها.. وهذا الفرض لم يثبت منه شيئًا ولم تتأكد منه معلومة والأهم أنه أمر لا يمكن إخفاؤه على الإطلاق إذ لا يمكن أن يفرج عن أشخاص وسجناء دون إعلان ذلك.. وإلا لما تحقق أى نصر للخاطفين.. كما أنهم سيعودون إلى أهلهم وذويهم ومجتمعهم بما يتعذر بأي حال إخفاء ذلك!

أما احتمال أن خوف الإرهابيين من الجيش المصري وقواته هو السبب فهو أمر مضحك.. إذ إن مواجهة قوات مسلحة من الداخلية أو الجيش هو الاحتمال الأول أصلاً لأى إرهابى!

يلفت نظرنا عدة مشاهد يمكن بربطها ببعضها توقع السبب وراء إطلاق سراح الجنود.. فيوم الإثنين الماضي أعلنت القناة العاشرة الإسرائيلية عن رصد الأجهزة الإسرائيلية لمكالمة هاتفية بين أحد الخاطفين وقيادي إخوانى في القاهرة.. وأن الاتصال تم عبر هاتف الثريا المرتبط بالأقمار الصناعية وهو ما لم ينفه أحد من أى جهة!!.

المشهد الثاني هو الإشادة الكبيرة بالمخابرات الحربية المصرية وليس بجهاز الأمن الوطني الذي كان أداؤه في الأزمة باهتًا..

المشهد الثالث هو تأكيد قيادات إخوانية ومساء الثلاثاء على أن الرئيس مرسي هو من يتحمل مسئولية الحادث !!

المشهد الرابع هو تأكيد المتحدث العسكرى على أن خطة الخداع الاستراتيجى والإعلامى كانت سببًا وراء الإفراج عن الجنود!!! فما هو هذا الخداع الاستراتيجي والإعلامي الذي جرى؟؟ عند ربط المشاهد لا نستنتج إلا شيئًا واحدًا.. وهو أن نصًا للمكالمة وتسجيلاً لها وضع أمام مسئولين عن الجماعة التى تحدث عضوها من القاهرة..

ولسان الحال يقول إن الاتهام ثابت ولا فكاك منه .. والحل: الإفراج فورًا عن الجنود.. وإلا....!!! وهو ما تم بعد ساعات بالفعل!!!!! ويبدو أن البعض أراد التمهيد لتحمل الرئيس بطولة حل الأزمة إن كانوا حملوه قبلها مسئولية الحادث نفسه وهو ما يعني علمهم المسبق بقرار الإفراج !

الأسئلة المهمة الآن : هل سلمت إسرائيل تسجيلاتها للمصريين؟؟ ممكن..فهي مستفيدة من ذلك لأنها تريد استكمال هدم الأنفاق وتريد إثبات حسن نياتها مع المصريين وتريد استبعاد أى مطالب بتعديل كامب ديفيد.. كما أنها لا تريد الإفراج عن إرهابيين جددًا!!

أم أن الأجهزة المصرية هي التي سجلت الاتصال وطلبت مساعدة الإسرائيليين في بثه من هناك لمنع الحرج عن الأجهزة المصرية في مواجهة الرئيس وجماعته.. وهو ما وصفه المتحدث العسكري بـ " الخداع الاستراتيجي و.. " الإعلامي "؟؟!!

على كل حال مثل هذه الأسرار تبقى طويلاً في طى الكتمان لكن يبقى سؤال مهم آخر.. وهو إن صحت المعلومات كيف لكادر مهم أن يجري اتصالاً بإرهابي مطارد من خلال هاتف يعمل بالأقمار الصناعية في منطقة هي أصلاً تحت الرقابة الدائمة للأقمار الصناعية؟؟؟ لذلك حديث آخر ولكن ليس بالضرورة أن يكون في المقال القادم!!!

الجريدة الرسمية