رئيس التحرير
عصام كامل

المتراجع الأول !


هذا هو اللقب الذي يستحقه رئيس أكبر دولة في العالم "دونالد ترامب"!.. فهو على مدى عامين ونصف العام من دخوله البيت الأبيض، وهو يقوم بالتصعيد الكبير، بل والمتهور، مع الجميع، ثم لا يلبث أن يتراجع سريعًا، دون أن يرمش له جفن، أو يشعر بأى حرج من أحد داخل أو خارج الولايات المتحدة!


فعل ذلك في البداية مع كوريا الشمالية، ووصل الأمر إلى حد تهديده بتوجيه ضربة نووية لبلاده.. ولكنه سرعان ما تراجع سريعا، وقبل أن يلتقي مع الزعيم الكورى في قمة خاصة، وتكررت هذه القمة مرتين، ولا يمانع "ترامب" في تكرارها للمرة الثالثة، رغم أنه أنهى القمة الثانية بقرار منه، حينما لم يستجب الزعيم الكوري الشمالى للمطلب الأمريكى بإيقاف النشاط النووي والصاروخي فورًا دون رفع العقوبات الأمريكية عن كوريا الشمالية.

وعندما احتدمت الأزمة مع إيران توعدها ترامب بحرب مدمرة، إذا لم تنصع للعقوبات الأمريكية وتأتي صاغرة للتفاوض حول اتفاق نووى جديد، بدلا من الاتفاق الذي انسحبت منه أمريكا.. ولكن "ترامب" سرعان ما تراجع، وأعلن مرارا أنه لا يبغى حربًا مع إيران.. بل قال إنه ألغى قرارًا له بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، بعد إسقاطها طائرة أمريكية بدون طيار، وردًّا على التهديدات الإيرانية القوية باستهداف الطائرات والسفن الأمريكية في الخليج.

والآن هاهو "ترامب" يمنح نفسه فرصة للتراجع عن التهديدات التي وجهها لتركيا، بعد إصرارها على إتمام الصفقة العسكرية مع روسيا، "آس ٤٠٠"، وذلك عندما التمس لـ "أردوغان" الأعذار بالقول إنه فعل ذلك بعد أن رفضت إدارة "أوباما" بيعه صواريخ باتريوت، رغم علمه أن هذا الرفض لم يدم طويلا، لكن "أردوغان" فضل الصواريخ الروسية لأنها أرخص وأكثر فعالية من صواريخ باتريوت الأمريكية، وهكذا يمضي "ترامب" بعيدًا جدًا في توجيه التهديدات، ثم يتراجع سريعا، وبدون حرج !
الجريدة الرسمية