إلى الجحيم !
يبدو أن الموجة الحارة التي عصفت بأوروبا مؤخرا -حيث تجاوزت درجة الحرارة في العديد من بلدانها ٤٥ درجةً- كانت السبب في أن يتضمن البيان الختاميى لقمة العشرين إعادة تأكيد تسع عشرة دولة منها على اتفاق المناخ، الذي تم التوصل إليه خلال قمة المناخ في باريس قبل سنوات..
مع استمرار رفض أمريكا له بعد أن انسحب "ترامب" منه بعد دخوله البيت الأبيض.. وقد وصف الرئيس الفرنسي "ماكرون" بيان قمة العشرين بأنه لا يتضمن أي تقدم بخصوص اتفاق المناخ، وإن كان يرى أن الحفاظ عليه مهم.
غير أن ما تضمنه البيان الختامي في قمة العشرين جاء بعد رفض أمريكي صارم، وتم بعد مفاوضات واسعة مع الأمريكان، انتهت بتقديم قمة العشرين تنازلا لأمريكا في مسالة حرية التجارة.. فإرضاء للأمريكان تجاهل البيان الختامى أية إشارة للمطالبة بالحفاظ على حرية التجارة التي هددتها بشدة توسع "ترامب" في قرارات العقوبات الاقتصادية التي طالت روسيا والصين والهند، وتهدد دولا أخرى من أعضاء مجموعة العشرين.. وقد اكتفى البيان بالحديث عن مناخ تجاري في العالم مناسب وشفاف!
وهكذا في ظل المقاومة التي تواجه اتفاق المناخ ورفض حتى العديد من الدول الموقعة عليه الالتزام بما جاء فيه.. فإن البشر في طريقهم إلى الجحيم.. فإن التغير المناخي صار حقيقة واقعة.. وما شهدته الدول الأوروبية من ارتفاع في درجة الحرارة الأسبوع الماضي هو مجرد مقدمات لكوارث ضخمة وكبيرة سوف تتعرض لها دول العالم أجمع.. وكله بسبب حماقات بعض قادة العالم.
