هل تسعى الإخوان لحل التنظيم ذاتيا ؟.. التضييق على الجماعة يدفع أصوات داخلية للمطالبة بتفكيك المنظومة.. يذكرون القيادات بأطروحات عبد النفيسي ومصير الذراع القطري..وباحث: وجودها خطر على مستقبل البلاد
منذ أيام وجماعة الإخوان الإرهابية، تعيش في كذبة جديدة، نشرها موقع ميدل إيست المقرب من السلطات القطرية، وتدعي فيها أن الحكومة المصرية طالبت بحل الجماعة، قبل أيام من موت الرئيس المعزول محمد مرسي، وكأن التنظيم يعمل في إطار شرعي، وليست محظورًا، ومعلن إرهابيًا في المنطقة منذ 5 أعوام.
كوميديا سوداء
تعرض للكوميديا السوداء التي تروجها الجماعة عن سعي الحكومة لإجبار الإخوان على حل الجماعة، العديد من الكتاب والباحثين، ولكن أكثر الآراء الملفتة تصريحات عصام تليمة، أحد أهم الوجوه الدينية في الجماعة، والمعارض لجبهة القيادات التاريخية، وتشكيكه في مثل هذه الترهات الإخوانية، وذكرهم بقرار الحل الصادر للجماعة بالفعل، معتبرا أن مثل هذه الأقاويل عن الضغط لحل التنظيم «سذاجة».
أمين شباب النور يطالب بالمواجهة الشاملة مع الجماعات الإرهابية
كشف تليمة عن وجود آراء للجماعة، والتابعين لها في المنطقة، وحتى المقربين منها فكرا، مثل عبد الله النفيسي، المفكر الإسلامي الكويتي، الذي قدم بلورة كاملة لحل تنظيم الإخوان كما حدث في قطر، وهي خطوة رفضها الكثير من العواجيز، وحتى الباحثين والكتاب والمفكرين الإسلاميين من خارج التنظيم، مثل المستشار طارق البشري، الذي رفض حل الإخوان أنذاك، لأسباب ليست واضحة حتى الآن.
قوة مفتعلة
حاول الإخوان دائما، إظهار قوة مفتعلة أمام المشكلات المستعصية التي تحاصرها من كل اتجاه، ودائما ما تتعامل في خطاباتها الرسمية مع الدعوات بحل التنظيم الدولى، بندية وعند للجميع، على الرغم من إعلانها إرهابية، بقوائم الرباعى العربى، مصر، والمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، والبحرين، وهي أهم دول المنطقة على الإطلاق.
وتُطرح فكرة حل الجماعة من وقت لآخر، كلما يتم التضييق على الإخوان، ومؤخرا عادت الفكرة للانتشار من جديد، بعد الضربة القاضية التي وجهها القضاء الأردني للجماعة، وإصدار محكمة التمييز قرارًا قضائيًا، باعتبار التنظيم المرخص منذ عام 1946، منحل بناء على أحكام القانون، وهو قرار أشعل حالة من الجدل داخل الأردن وخارجه، ولاسيما أن المملكة الهاشمية، دولة قوية بالمنطقة، وحظر الإخوان فيها، سيكون له انعكاسات، لن تكون بعدها كما قبلها.
بقاؤها مثل عدمه
أحمد بان، الباحث والكاتب، في دراسة له بمركز المسبار، يقلل من أهمية بقاء الجماعة أو حل التنظيم من تلقاء نفسها، مؤكدا أنها حين لاحت لها فرصة الحكم تقدمت إليها من دون أن تتذكر أنها تحرق أهم مرحلة في مشروعها، وهي مرحلة المجتمع، لتقفز على مرحلة الحكم والدولة.
وأوضح أن التجربة المريرة للجماعة في الحكم، بالرغم من قصر فترتها الزمنية، إلا أنها رسخت شعورًا وقناعة في أوساط الرأي العام الشعبي، بأن الجماعة يتملكها ويسيطر عليها شغف مجنون بالسلطة والتشبث بها، ولو كان ثمن ذلك تدمير البلاد والزج بها في أتون الفتنة والحرب الأهلية المهلكة، ولهذا فقد بات ينظر لها على عكس الماضي، بأنها جماعة خطيرة ومدمرة، ولا يمكن أن تكون مأمونة الجانب لحاضر ومستقبل البلاد.