لا تقسوا على "صلاح"!
من الآثار الجانبية وتداعيات أزمة "عمرو وردة" على المنتخب المصري ذلك الهجوم الذي يتعرض له زملاؤه اللاعبون الذين تضامنوا معه وسعوا لتخفيف العقوبة عنه، وإعادته إلى المنتخب ومعسكره بعد أن تم طرده منه.. وقد نال اللاعب "محمد صلاح" بحكم نجوميته نصيب الأسد من هذا الهجوم.. وليس بخفي عنا أن ذلك سيكون له تأثيره الضار على المنتخب بينما هو يخوض بطولة ليست بالهينة ويسعى لإحرازها.
وإذا كنت كتبت اليومين الماضيين أستنكر استنكار البعض عقاب اللاعب "عمرو وردة"، وانتقد الطريقة المضطربة وغير المهنية التي تعامل بها اتحاد الكرة مع اللاعب، باتخاذ عقوبة صارمة ضده ثم التراجع عنها كما بدا تحت ضغط.. فإننى أكتب اليوم راجيا وقف الهجوم على اللاعب "محمد صلاح".. فإن اللاعب لم يرتكب جريمة أو حتى خطأ، ويمكن تفهم مساندته هو وزملاؤه لزميل لهم في المنتخب ومطالبتهم بمنحه فرصة ثانية.. ألا يحدث ذلك يوميا وفى جرائم أكبر مثل القتل.
أما بالنسبة لـ"صلاح" فإن كل ما صدر عنه ونسب إليه تضمن أولا تأكيده الاحترام للنساء، وهو ما يفيد ضمنا رفضه للتحرش بهن.. ثم تحدث عن منح المخطئين فرصة ثانية للتوبة وإصلاح سلوكهم.
ويشفع لـ"صلاح" سلوكه المحترم والراقي والمتحضر داخل وخارج مصر.. ولا ننسى أن اللاعب ما زال صغير السن وخبراته الحياتية ليست ضخمة وكبيرة. وعندما ساند زميله فهو تصرف بحكم الزمالة أساسا، وفى ذات الوقت لم يوافق على ما فعله من أخطاء.
لذلك رفقا بـ"صلاح".. ولا تتعاملوا معه بقسوة.. لا أقول ذلك حماية لمنتخبنا من آثار أزمة تعرض لها بسبب سلوك أحد لاعبيه..
وإنما أقوله أساسا حماية للاعب كسب حب كثيرين منا لسلوكه قبل لعبه.. وأظن أن ما اكتسبه "صلاح" من ذكاء اجتماعي سوف يجعله يتجاوز آثار هذا الهجوم الذي طاله في أزمة "وردة".