المجد للشهداء.. والأمم الأفريقية.. وإعلامنا الفاشل!
يواصل الإعلام الرسمي للدولة فشله الذريع، في كل موقف جاد يظهر جليا خيبة الأداء الإعلامي، والحقيقة لا أعرف من المسؤول الإعلام الرسمي الذي يخاطب المواطن وأيضا العالم الخارجى؟، لا أحد يستطيع الادعاء بأن التليفزيون مثلا وهناك روؤساء قنوات أو حتى رئيس التليفزيون أحرار فيما يقدم للمواطن أو يتم تصديره للعالم، لا أحد يجرؤ على أن يدعى أن "مكرم محمد أحمد" ورفاقه المسؤولين عن ما يبثه الاعلام المصري للشارع؟
في الأسبوع الماضي وقع حادث إرهابي، تم نشر الخبر في العديد من المواقع الإلكترونية وعدد من وكالات الأنباء العالمية بتفاصيل الهجوم على أكثر من كمين، وظللت عدة ساعات أبحث عن أي خبر يطمئنني مع التمني بكذب ما تبثه المواقع المختلفة وللأسف لاشيء على الإطلاق، وكأن الأمر لم يحدث، لدرجة أنني رأيت أن الخبر مفبرك وليس صحيحا، ولكن اندهشت عندما رأيت صورة شهيد وأنه الضابط الذي نال الشهادة في هذا الحادث..
في الصباح التليفزيون والإذاعة برامجها عادية جدا ومتابعة مباريات الأمم الأفريقية عادي جدا، وكأن الحادث لا علاقة لنا به ووقع في بلد آخر لا يهمنا، هنا أطرح سؤالين الأول من هو الذي يسرب الأخبار إلى المواقع وحتى أسماء الشهداء وصور بعضهم؟! عقلي أحيانا يكاد ينفجر من التفكير في هذه الأشياء؟
هل هناك خيانة من البعض فلا بد من بتره وإعدامه حتى يكون عبرة لغيره!
السؤال الثاني هل يعلم المسؤولون عن تأخير إعلان خبر الجريمة الإرهابية مدى تأثيره على في الشارع؟ تأثيره خطير للغاية للأسف المواطن يفقد الثقة في الحكومة ولا يصدق بياناتها حتى لو كانت صحيحة، للعلم المعلومات التي أعلنت قبل بيان الداخلية على الأقل باثنتي عشر ساعة على الأقل كانت هي ذاتها بيان الداخلية، وهذا أمر في منتهى الأهمية والخطورة فلا بد أن يدرك المسؤولون أن كل قطرة دم من أبنائنا تكوي قلوبنا ويعتصر الحزن والغم النفوس.
ونسأل أنفسنا هل وسط الأحزان على شهدائنا يجب أن تكون البرامج دون أي تغيير أو على الأقل تعبير على الحزن بسبب استشهاد فلذات كبد مصر وأشرف وأنبل أبنائها؟ هل يتجاهل الجميع دماء الشهداء في كل موقع إعلامي؟ هل منطقي أن يتم الرقص في مراكز الشباب التابعة للدولة بالطبل والمزمار لفوز كروي باهت لا يشبع ولا يغني عن جوع؟ وفي نفس الوقت تنقل البرامج الرياضية صور الرقص والطبل في مراكز الشباب.
ماهذا الذي يحدث؟ لم أطلب وقف بطولة الأمم أو إعلان الحداد ووقف كل المظاهر التي تواكب فعاليات الأمم الأفريقية، ولكن علينا وسط فرحنا أن نتذكر أنه لولا دماء شهداء أنبل شباب مصر ما كنا نظمنا الأمم الأفريقية ولا حتى دورة رمضانية، علينا ونحن نهتف باسم "محمد صلاح" أو "ترزيجيه" علينا أن نتذكر شبابنا النبيل دفع حياته من أجل "صلاح" يلعب و"ترزيجيه" يسجل، الشهداء دفعوا أرواحهم ثمنا للنجومية والملايين التي تطارد نجومنا..
علينا ولا بد أن يصل لنجوم المنتخب أنه في اللحظة التي يقيمون فيها في الفنادق السبع نجوم والتكييف والخدمة المرفهة في نفس اللحظة أنبل شباب مصر الشمس تحاصره وربما لايجد الماء ليس المثلج وإنما أي مياه من الآبار أو في جركن ملفوف بالخيش حتى يقلل من سخونته..
على الجماهير التي تهتف بأسماء نجومها الذين يحرزون الأهداف، الهتاف أيضا بأسماء الشهداء الذي لا يسع المكان لذكرهم، عليهم أن يرتج الإستاد "المجد للشهداء" و"للجنة يا شهيد"، تحيا مصر بدماء أنبل أبنائها الشهداء الذين يدفعون أرواحهم من أجل أن نعيش حياتنا الطبيعية، من أجل تنظيم البطولات منها الأمم الأفريقية، من أجل أبنائنا الذين يتعلمون من أجل غد أجمل مصر.
تحيا مصر بدماء أنبل أبنائها الشهداء.