الأوقاف قادت ثورة تصحيح في المساجد بعد 30 يونيو.. استعادت المنابر من أنياب المتطرفين.. الوزارة وضعت خطة لتطهير الزوايا.. وقصرت الخطابة على خريجي الأزهر ومشايخها
استعادة المنابر التي كانت مرتعا لجماعة الإخوان الإرهابية كانت أبرز المهام الملقاة على عاتق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بعدما كانت تلك المنابر مستباحة قبل ثورة 30 يونيو من الحركات الدينية المتشددة التي دأبت على نشر أفكارها المغلوطة واستخدامها لصالح أيديولوجيات معينة بعيدة تماما عن الحس الوطني.
قطع الطريق
بدأ "جمعة" معركته في استعادة المنابر بخطة ممنهجة اعتمدت على عدد من القرارات الحاسمة التي قطعت الطريق على أصحاب الأجندات و"طيور الظلام" وكان في مقدمتها ضم جميع المساجد والزوايا إلى الأوقاف، والمطالبة بإعداد خطة بشأن إعادة توزيع مقيمى الشعائر والمؤذنين والعمال على جميع مساجد المحافظات، مرورا بإصدار قانون «تنظيم الخطابة» والذي بموجبه يحرم ويجرم بالقانون كل من يعتلي المنبر من غير العاملين بالأوقاف أو الأزهر أو الإفتاء دون الحصول على تصريح بذلك، ثم قرار توحيد خطبة الجمعة الذي لاقى هجوما شديدا.
دعوات التجديد
استمر وزير الأوقاف في تنفيذ خطته رغم الهجوم الشديد، مؤكدا في أكثر من لقاء أنه لولا الاستجابة لدعوات تنظيم الخطابة وتجديد وتصويب الخطاب الديني لكنا الآن في كوارث رهيبة، ولظل الوضع كما هو عليه من سيطرة أكثر من 12 ألفا من قيادات الإخوان والجماعات المتحالفة معها على المساجد والمنابر، ولكننا أنقذنا المنابر من هؤلاء، مشددا على أن الوزارة ستتخذ إجراءات في منتهى الحسم تجاه من يثبت دعمه للفكر المتطرف بأي صورة من الصور.
سنة الإخوان
يسترجع الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني والمتحدث الرسمي للأوقاف سنة حكم الإخوان قائلا: "كنا في ديوان عام الوزارة، وتم إقصاؤنا تماما واستبدلنا بأشخاص غير مؤهلين وليسوا ذوي خبرات، ولذلك كان السبب الرئيسي في فشلهم أنهم اختاروا الولاء حتى أن "محمد الصغير" مستشار الوزير الإخواني، كان يقول: «كل من كان مقربا في الزمن السابق فهو مهان لدينا بدءا من إمام وحتى وكيل وزارة، وكل من أهين في الزمن السابق فهو مُكرم لدينا»، فكانت الأمور تُدار بعنصرية وطائفية بعيدا عن الحس الوطني والخبرة في العمل الدعوي، وأرادوا أن يحطموا كل شيء ويأتوا بأفكار بعيدة عن الواقع؛ لأنهم مغيبون وبعيدون كل البعد عن الواقع، وبالتالي كان الإحباط والفشل حليفهم.
ضبط المنابر
وأضاف: "الوزارة كان لها دور كبير جدا في ضبط المنابر بعد ثورة 30 يونيو، وكل شخص كان يقوم بالمهام التي أوكلت إليه، لأن الدولة كانت مختطفة وعادت من جديد، والجميع استشعر المسئولية لإرجاع الدولة المدنية بعيدا عن الأيديولوجيات والاختطاف الديني، ووزارة الأوقاف كان لها السبق في ضبط الخطاب الديني على المنابر، كما أن الجيش والشرطة لهم قدم السبق في مواجهة الإرهاب بكل تضحية وفداء، وضبط الخطاب الدعوي هو الذي ساعد الوزارة في تجفيف منابع التطرف والتي كانت تنطلق منها الجماعات المتطرفة".
وشدد المتحدث الرسمي على أنه من يثبت انتماؤه لأي فكر متطرف لا يمكن أبدا أن تتحمله المؤسسات الدينية؛ متابعا: "نحن ضد سياسية الإقصاء ولا يمكن أن نقصي أحدا بسبب تفكيره ما لم يصطدم بالواقع ووسطية المنهج".
واستطرد قائلا: «توحيد خطبة الجمعة كان عنوانا بارزا في خطة عمل الوزارة بعد ثورة يونيو، لأن الخطاب كان مختطفا ومسيسا ويبث منه خطابات متطرفة تحث على العنصرية؛ وأُعيد المنبر من جديد لأحضان الوزارة ورأينا الآن ضبط الشارع والمسجد ووسائل الإعلام بعد الرؤية الثاقبة التي وضعها الدكتور محمد مختار جمعة، فعلى الرغم من الهجوم الشديد عليه من تيارات متعددة، وعدم قبول الناس لتلك القرارات، التي قالوا إنها تقتل الإبداع والابتكار؛ نقول لهم الآن إن الخطاب الموحد ساعد على الإبداع وعودة المنابر ووضعنا له الدعم المادي والفني من القرآن والسنة والقصص النبوي».
واختتم حديثه لجموع الأئمة وخطباء المكافأة قائلا: "لا بد أن تثقوا في قيادتكم السياسية متمثلة في الرئيس ووزير الأوقاف الذي يقدم كل الدعم للكفاءات العلمية والإدارية بعيدا عن الانتماءات، من حملة الدكتوراة والماجستير حتى تنهض الوزارة بسواعد أبنائها".