رئيس التحرير
عصام كامل

ليس مزاحا!


ليست المرة الأولى التي يمزح فيها الرئيس الأمريكى "ترامب" حول استمراره في الحكم أطول مما يسمح به الدستور الأمريكى، الذي لا يسمح لأى رئيس بأكثر من فترتين رئاسيتين.. لكن هذه المرة مضى "ترامب" في مزاحه إلى مدى بعيد جدا، حينما لوح في فيديو قام بنشره بإمكانية استمراره للأبد رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية!


وإذا كان "ترامب" ادعى أن الأمريكيين يريدونه رئيسا لأكثر من فترتين رئاسيتين، أي بعد عام ٢٠٢٥، فإنه يعرف بالتأكيد استحالة تحقيق ذلك، حتى ولو كان أغلب الأمريكيين يرغبون به، ما دام الدستور الأمريكى لم يتم تغييره ليسمح له بذلك.. لذلك وصف المراقبون ما قاله "ترامب" حول هذا الأمر بأنه نوع من الهزل أو المزاح!

لكن من يعرف "ترامب" وتابع تصرفاته وأقواله منذ أن تقدم للترشح في الانتخابات الرئاسية السابقة، سوف يعى أن مزاح "ترامب" متعمد ومقصود ويعكس رسالة يوجهها للأمريكيين، فهو معجب جدا بنفسه.. ولا يتوقف عن الإشادة بذاته.. ويتفاخر دوما بما يفعل ويقول.. ولعل هذا ما يحركه باستمرار وأيضًا مفتاح فهم شخصيته..

ولذلك فإن من يشيد به غالبا ويعامله باعتباره شخصا متفردا، أو كما نقول ما حصلش، يستطيع أن يكسبه، ويضمن علاقة طيبة معه، على عكس من يتحداه أو يقلل من شأنه ويستهين بقدراته، لذلك عندما يقول "ترامب" إنه يمكنه البقاء رئيسا لأمريكا للأبد، فهو لا يمزح فقط، وإنما يريد أن يقول أساسا إنه سوف يفرض شخصيته وطابع وأسلوب إدارته للبيت الأبيض على كل من سوف يتلوه من الرؤساء في رئاسة أمريكا..

لأن شخصيته طاغية.. ولأن بصماته قوية وغائرة في الجسد الأمريكى!

ألم يقل "ترامب" إنه صنع معجزة اقتصادية للأمريكان في غضون عامين فقط، وإنه إذا لم يستمر رئيسا لأمريكا سوف تحل بهم كارثة اقتصادية، وإنه قهر كل أعداء وخصوم أمريكا، وإن أمريكا استردت هيبتها بعد دخوله البيت الأبيض، وستبقى ما دام موجودا هي القوة الأولى في العالم؟! باختصار هو يريد القول إنه إذا غادر البيت الأبيض لن تغادره الترامبية.
الجريدة الرسمية