رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا تنجح الساحرة المستدير فيما تخفق فيه السياسة!


مع كل بطولة في كرة القدم دائمًا ما أتساءل: لماذا لا تسري أمور حياتنا كلها بسلاسة كرة القدم وشفافيتها.. لماذا لا نختار الإدارة السليمة والفريق المعاون بنفس طريقة كرة القدم. لماذا تنجح الساحرة المستديرة فيما تخفق فيه السياسة.. ترى ما السبب؟!


أهي الإدارة الشفافة والاحتكام لقواعد معلنة تطبق على الجميع بلا استثناء.. ثم أليس المتنافسون في البطولات الكبرى هم ممثلو دول عظمى أو صغرى، غنية أو فقيرة.. لماذا تغادر الدول الكبرى تلك المنافسات في صمت ودون اعتراض..

وهل غياب العدالة هو السر وراء إخفاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في حل قضايا البشرية، أليست تعاسة الإنسانية مرجعها غياب العدالة واتخاذ القانون مطية لأغراض خاصة، يستوي في ذلك الأفراد والدول وهذا هو سبب الفشل في عدم تحقيق قيم العدل والحق وتفشي ظواهر العنف والكراهية.. فكيف تتحكم خمس دول كبرى في مصائر العالم بسطوة مجلس الأمن.. كيف تصبح خصمًا وحكمًا في الوقت ذاته..

وبدلًا من أن يكون مجلس الأمن هذا ميزانا للحق والمساواة بين الدول صار وسيلة لإدارة الصراعات وتكريس النفوذ وتصفية الحسابات، ومنح الامتيازات لدول وحجب الحقوق عن أخرى، الأمر الذي يطعن في مصداقيته ويفقد الأمم المتحدة هيبتها..

فمن ذا الذي يمكنه جعل مجلس الأمن قوة دولية لإقرار المساواة دون أن يكون لأحد حق الفيتو الذي يعطل تطبيق القانون بعدالة وإنصاف.. لماذا يتجاهل مجلس الأمن فضح الدول الراعية للإرهاب، سعيًا لتمزيق العالم العربي وتقسيم دوله على أسس عرقية أو مذهبية تقود في النهاية لحروب أهلية تضيع بسببها دول، ولا يمكن تبرئة دول بعينها مثل قطر وتركيا وأمريكا وبريطانيا وهي الدول التي تورطت في تنفيذ مخطط شيطاني مشبوه، لتدمير دول عربية لولا 30 يونيو لكانت مصر في عداد تلك الدول الممزقة.

ورأيي أن المنظومة الدولية لن تنصلح إلا بتوسيع عضوية مجلس الأمن وكسر احتكار القوة.. كما لن تنصلح أحوالنا إلا باستعادة قوتنا الذاتية وإحداث تنمية معرفية لشعوبنا وإصلاح الخطاب الديني والتعليمي والثقافي لوضعها على طريق المنافسة وبناء القدرات التي تنقلنا لمصاف الدول المتقدمة.
Advertisements
الجريدة الرسمية