مصر
احتفالية قارية، أبهرت العالم بحسن التنظيم، وبراعة الابتكار، تحول فيها استاد القاهرة التاريخي العتيق إلى لوحة فنية، رسمتها خلال أشهر قليلة جهود آلاف العمال والفنيين والمهندسين والمنظمين، كلٌّ في موقعه ومكانه.
لم تكن تلك الاحتفالية إلا دلالة على أن روح الرياضة النظيفة، مدعمة بآلاف الجماهير الشغوفة المساندة لمنتخبها، قد بُعثت من جديد على أرض الفراعنة.
عادت الفرحة من جديد تطرق أبواب المصريين، وعادت الأسرة تجتمع حول الشاشات، رجالًا ونساءً وأطفالًا، كل ينتظر إعلان مصر أمام العالم، إنها تقف على قدمين ثابتتين، وفعلت، في وقت قصير ما أثبت، بجدارة، الزعامة والريادة القارية.
سمعتُها من أحد البسطاء، وكان يجلس إلى جوارى على المقهى الذي اخترت أن أشاهد حفل الافتتاح والمباراة الأولى به: «بقالنا زمن مافرحناش كده، الافتتاح حاجة تشرف».
كنا عطشى للفرحة، بعد غياب عن التنظيم لسنوات مرت بها البلاد بظروف صعبة، عطشي لكلمة مصر، وهى تخرج من الحناجر والصدور، فتزلزل المدرجات وتملأ الفضاء، عطشى للبهجة والانتشاء بالفوز، ونحن نصرخ مع ركلات لاعبي المنتخب الوطنى، عطشى للاستمتاع بمنافسات المنتخبات على أرضنا.
فازت مصر مبكرًا، بحفل افتتاح مبهر، وتنظيم رائع، وإصرار على النجاح، فازت بألوانها الثلاثة؛ الأحمر والأبيض والأسود، التي كست شوارعها، ونواديها، ومقاهيها، وشرفات منازلها، وغلفت قلوب أبنائها، فازت بسرعة الإنجاز، وحسن الاستقبال، والضيافة، وبعودة أعرق منشآتها الرياضية العريقة للامتلاء عن آخرها بعد سنوات، فازت مصر بفرحة أولادها، وإشادة العالم بها، فتربعت على عرش الزعامة الأفريقية بلا منازع.