رئيس التحرير
عصام كامل

وأكذوبة الانقسام المجتمعي!


يروج الإخوان وبعض من يشايعونهم، ومن لهم مآرب سياسية أن موت "مرسي" أحدث انقساما مجتمعيا داخل البلاد، ويحذرون من خطورة هذا الانقسام علينا!


وهؤلاء الذين يروّجون ذلك يستندون إلى ماشهدته مواقع التواصل الاجتماعي أساسا، وهو عالم افتراضي يتسم بسمات نخبوية وأيضًا موجهة من لجان إلكترونية لها مخططاتها اليومية.. أما الشارع وعموم المواطنين فلعلهم لم يكترثوا سوى لبعض دقائق قليلة لوفاة "مرسي" التي تمت بين زملائه المتهمين ومحاميه والصحفيين والإعلاميين، ثم انصرفوا للاهتمام بأحوالهم وأمور معيشتهم التي يتطلعون إلى أن تشهد انفراجة قريبة..

فما زال المواطنون العاديون، خاصة الذين خرجوا للشوارع في ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣، لا يرون الإخوان فصيلا وطنيا، كما حاول ليبراليون ويساريون وناصريون أن يبلعوهم ذلك، وإنما هي جماعة شريرة مارست العنف والإرهاب علنا، ولا تحمل أي خير لمصر وليست حريصة على الوطن.

لذلك فإن الحديث عن انقسام مجتمعي داخل البلاد هو بمنزلة ترويج لأكذوبة جديدة لا تقل سخافة عن أكذوبة أول رئيس مدنى منتخب.. وهي أكذوبة متعمدة الهدف منها التسويق مجددا بإخراج جديد لإجراء مصالحة مع الإخوان حماية للمجتمع من هذا الإنقسام!..

وهكذا هم، لا يكفون عن المناورة من أجل إحياء تلك الجماعة الإرهابية وتمكينها من العودة إلى حكم البلاد.. ولذلك نحن نحتاج أن نحتفظ بالذاكرة المجتمعية حية وقوية، من خلال التذكير الدائم والمستمر لما ارتكبه وما زال يرتكبه الإخوان من جرائم عنف وإرهاب، والتسجيل الحي لهذه الجرائم بالصوت والصورة والمعلومات الموثقة حماية أنفسنا من الوقوع في براثن بعض النخبويين المضللين.
الجريدة الرسمية