رئيس التحرير
عصام كامل

«سيناء» عندما يعرض الوطن فـى مزاد علنى!.. الإخوان وفرت الحماية لجرائم الجهاديين ضد الجيش والشرطة.. منحتهم فرصة التمدد في العمق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وفاة محمد مرسي، ربما تكون مناسبة لإعادة كشف تآمر الجماعة الإرهابية على «سيناء» كما وثق تقاصيلها «الكتاب الأسود» ويرصد محاولات المعزول محمد مرسي وجماعته الإرهابية بيع سيناء في مزاد خفى وتوطين حركة حماس وسكان قطاع غزة بها.


يصف الكتاب سيناء في جمل أبرزها: «إنها سيناء أرض الأنبياء ذكرها رب العزة والجلال في قرآن يتلى إلى يوم القيامة بل أقسم بها في القرآن الكريم، لها مكانة مرموقة في قلب كل مصرى منذ عهد الفراعين الأولين، روتها دماء الشهداء الطاهرة المطهرة، يفوح أريجها من رمالها ووديانها، ومع هذا فهى جرح مصر النازف ومطمع اليهود، وطّن فيها المعزول محمد مرسي الإرهابيين بل كاد يبيعها بثمن بخس لإسرائيل وحصل على «عربون» البيع لولا رحمة ربى».

كما رصد الفصل الأول حالة الغليان التي كان فيها الجيش المصرى لما رصده في سيناء ومدى خطورته على الأمن القومى المصرى، كما رصد عدد اللقاءات التي قام بها المشير عبد الفتاح السيسي، مع المعزول محمد مرسي حينما كان يبلغه خطورة الوضع، ولكن الأخير أصر على موقفه في خيانة الوطن حتى ثار الشعب عليه وخرج أكثر من 30 مليون مصرى في جميع المحافظات، ووقف الجيش إلى صف الشعب، وتم عزل مرسي وعصابته وإلقاء القبض عليهم وإيداعهم السجون وتقديمهم للمحاكمة.

ورصد الفصل الأول الحملات الأمنية ضد قوى الشر والإرهاب في سيناء من خلال مداهمة البؤر الإرهابية وإعلان الحرب على التكفيريين في سيناء وهى حرب أشد ضراوة مما كان يواجهه ضباطنا وجنودنا مع الصهاينة.

وقد أوردت جريدة «فيتـو» في تقرير لها نشرته في 23 أبريل 2013 بحسب الكتاب تفاصيل ما كان يجرى في «أرض الفيروز»، حيث أكد الناشط السيناوى «مسعد أبو فجر»، أن سيناء بلا حكومة وبلا دولة وبها مجموعة من القبائل يتعايشون سويًا وفقًا للعادات والتقاليد أما الجماعات الجهادية فلا علاقة لهم بالقبائل وإنما يحيون وحدهم، فهم جيش الرئيس المعزول محمد مرسي الذي يريده أن يكون «موازيا» ليستخدمهم في لحظة انقلاب الجيش عليه.

وأضاف «الناشط السيناوى»: إن هؤلاء الجهاديين لا يقتربون من أهالي سيناء، فالجميع في سيناء مسلحون حتى «الحريم»، جميعهم يعيشون ويتعايشون سويًا تحت اتفاقيات غير مبرمة، ولكن كل منهم يعرف حدود الآخر، وأوضح أن تلك الجماعات تعتمد في تمويلها الأساسى على حركة حماس التي ترعاهم ليكونوا الجيش الذي يحمى حكم مرسي، مؤكدًا أن تلك الاتفاقيات بعلم الجميع، بل يشارك فيها الجيش والشرطة وهى اتفاقيات ضمنية يعرف كل منهم حدوده فيها ولا يجرؤ أحد على التعدى على الآخر ولن يستطيع.

وقال «أبوفجر»: إن تلك الجماعات لا تخيف أهالي سيناء، فنحن قادرون على حماية أنفسنا وتلك الجماعات لا تستطيع أن تتعدى علينا.

وأضاف: إسرائيل لن تسمح كل فترة بجماعات تؤذيها أو تهدد أمنها وستتدخل لضبط المعادلة طالما أننا لم نستطع وقف أفعال هؤلاء مؤكدا أنه في تلك الوقت لن يدافع عن سيناء إلا أهلها حتى لو تخلت عنهم الدولة بأكملها، وأشار إلى أن المعركة في سيناء ليست عسكرية وإنما هي سياسية تتوقف على حل الأزمة بين الجيش وجماعة الإخوان في القاهرة وليست سيناء، وحينما يستطيع الشعب وحده أن يضبط تلك المعادلة ويفك هذا التحالف.

ونفى« أبو فجر »، أن يكون قد حدثت أي تنمية في سيناء منذ تولى الرئيس محمد مرسي قائلًا: هل هو يستطيع ضبط المرور في القاهرة لكى يتسطيع تنمية سيناء ؟ موضحًا أن الأحوال في سيناء منذ وصوله للحكم تحولت للأسوأ، وذلك لأن كل شىء ارتفع سعره فأسطوانة البوتاجاز وصل سعرها إلى 100 جنيه والسولار لـــ70 جنيهًا ولا توجد كهرباء ولا غاز، وكل شىء في سيناء تحول إلى غزة لخدمة حماس التي ترعى مصالح جماعة الإخوان المسلمين وبتعليمات من مكتب الإرشاد،

واستكمل «أبوفجر» حديثه قائلًا: إن أهالي سيناء يتمنون هدم هذه الأنفاق لأنها تحرمهم من خير بلادهم، أما من يساعد حماس على وجودها فهم جماعة من المهربين ولذلك لن تنتهى تلك الأنفاق.

كما يرصد الكتاب تصريحات الدكتور«رفعت سيد أحمد»، مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، التي أكد خلالها أن سيناء في خطر وهذا هو الأمر الذي يجب أن نضعه جميعا نصب أعيننا، وفى هذه الفترة، إذا كنا فعلًا نريد أن ننقذها، فسيناء تقترب من الانفصال عن مصر وتهدد أمننا القومى، لوجود مجموعات مسلحة تتعامل مع الموساد وهى: السلفية والوهابية والتوحيد والجهاد التكفير والهجرة وأصحاب الرايات السوداء، وهم من قتلوا جنودنا في رفح بدعم من الموساد الإسرائيلى.

وأضاف الدكتور«أحمد»، أن الجيش المصرى في وضع لا يحسد عليه فهو لن يستطيع تغطية مساحة سيناء بأكملها، كما أن اتفاقية كامب ديفيد تكبله من حيث وجود السلاح في سيناء ولهذا أصبحت سيناء مرتعًا لتنظيم القاعدة.

نظام الإخوان يخاف أن يتخذ قرارًا حاسمًا ضدهم فيتسبب في غضب الإسلاميين الموجودين منهم في القاهرة مثل جماعة «حازم أبو إسماعيل» فلا يعطونه أصواتهم في الانتخابات لأنهم جميعًا متصلون بعضهم البعض.
واستكمل مدير مركز يافا حديثه قائلًا: «إننا بهذه الطريقة سنجد سيناء قد تحولت لمرتع للخارجين على القانون، وهو ما سيأتى في مصلحة العدو الصهيونى، وصحيح أنه سيكون أمام العالم أمنه في خطر، لكنه سيتخذ ذلك ذريعة لكى يأخذ من سيناء من 10 إلى 15 كم، وعلى امتداد شريط حدودى 250 كم لبناء الشريط العازل تحت دعوة إنها خطر على أمنه القومى.

وفى «الفصل الثانى» من الكتاب المعنون بـ «الإخوان وقبائل سيناء»، رصد الكتاب عدد قبائل سيناء ومشكلات البدو على النحو التالى:

- تضم شبه جزيرة سيناء نحو 11 قبيلة أشهرها قبيله «السواركة»، والتي تقع في شمال سيناء وهى من أكبر القبائل والتي تسكن بداية من ضواحى العريش وتمتد حتى منطقة الشيخ زويد شمالًا والمطار غربًا، وتتكون هذه القبيلة من 13 عشيرة أو عائلة هي: المقاطعة والعردات والمنايعة (يتفرع من هذه العشيرة بطون أو هولى أبو شماس وأبو خوصة والجرادات منها) والخلفات وأبوجهينى وأبوزارع والمنصورين والجرارات والقرم والديهيمات وأبومنونة والبس والحوص.

وتشتهر قبيلة «السواركة»، بأن رجالها قدموا مساعدات لأفراد القوات المسلحة المصرية أثناء الانسحاب عام 1967.

أما قبيلة «المساعيد» فهى فرع من قبيلة الأحيوات التي تسكن وسط سيناء وقى أقوى قبائل العريش بعد السواركة وتسكن منطقة شرق القنطرة ولها امتداد بالحجاز.

أما قبيلة «السماعنة» و«السعديين» فهما من أقدم البدو الذين توطنوا شمال سيناء، تلا ذلك قدوم بطون طيء من الشام مثل البياضية والأخارسة، وتسكن هذه القبيلة في منطقة قطين، بينما نجد أن قبيلة «العيايدة» هي من أكبر قبائل شمال سيناء ولها امتداد في محافظة الجيزة.

في حين نجد قبيلة «الرميلات» التي كانت تسكن قديمًا في بلدة القطيف في بلاد الأحساء بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ثم رحلوا إلى بلاد الشام وسكنوا في ظانا بجنوب الأردن، ثم انتقلوا إلى منطقة غزة.

أما بشأن قبيلة «البياضية» والتي تسكن في منطقة بثر العبد بين القنطرة شرق والعريش وهى تلى القبيلتين السابقتين من حيث عدد السكان ولهذه القبيلة امتداد بمحافظة الشرقية.

كما نجد قبيلة «بلى» وهى من أقدم قبائل سيناء وأعرقها وتسكن منطقة المزار والريسان ومن عشائرها: المطارقة والمقابلة، وأولاد الفاطر والشلبين، والعتابلة والدهاتمة.

من ناحية أخرى نجد أيضًا قبيلة «الأخارسة» وهى قبيلة كبيرة تسكن منطقة رمانة ولها امتداد بمحافظتى الشرقية والإسماعيلية.

قبيلة «العقايلة»، وهى من قبائل ساحل سيناء الشمالية في منطقة قاطية ونزل منهم في وادى النيل في الشرقية بمركز فاقوس وصعيد مصر، وقبيلة «الدواغرة»، وهم من عرب مطير وتسكن هذه القبيلة في منطقة الزقية من بلاد العريش، وقبيلة «الرياشات» هي إحدى القبائل التي تقيم في مصر وفلسطين والأردن والسعودية واليمن وتحمل بطونها نفس الاسم.

وهناك رافدان أسياسيان استقى منهما العرف القبلى لبدو سيناء مواده وأحكامه وهما «العرف» و«القانون العربى القديم»، وهما من أقدم القوانين في العالم.ورصد الكتاب «مشكلات البدو» كالتالى:

- يعانى بدو شبه جزيرة سيناء من شعور الاستبعاد وعدم الاهتمام من قبل الدولة وعدم وضع المنطقة ضمن خطط التنمية المتوازية التي تعتمدها الدولة حتى بعد تحرير سيناء ما زال وسط سيناء وأجزاء كثيرة في شمال سيناء أراضٍ صحراوية قاحلة، كما كانت منذ آلاف السنين، بينما جنوب سيناء شهد طفرة عمرانية وتنموية كبيرة جدًا تمثلت في منتجات سياحية، ولقي اهتمامًا كبيرًا من الدولة إذ كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك يقضى 8 شهور من كل عام في شرم الشيخ، بينما البدو في شمال سيناء لا يجدون مياهًا عذبة ولا يجدون فرص عمل.

أما بشأن « الفصل الثالث »، فقد تناول مخطط كل من «أمريكا وقطر وتركيا وإسرائيل» لتوطين حركة حماس والفلسطينيين في قطاع غزة بسيناء والعبث بأمن مصر القومى.

كما نشر الفصل تقريرًا أصدره معهد واشطن للدراسات في يناير 2011 قال: «من الصعب الحصول على بيانات موثقة حول التمويلات التي تحصل عليها حماس فقد زعم أحد المسئولين في الحركة وهو جمال ناصر إن الجماعة تستخلص فقط 60 مليون دولار سنويًا من الضرائب والرسوم، بيما يأتى الباقى من المساعدات الخارجية».

«الفصل الرابع» خريطة الجماعات في سيناء على النحو التالى:

تحولت سيناء بعد ثورة 25 يناير إلى مسرح أرض خصبة لوجود عدد من الجماعات الجهادية المختلفة لممارسة تدريبها لا سيما بالمنطقة « ج « منزوعة السلاح، وظل الدعم الذي يقدم لهذه الجماعات من عدة دول أجنبية وعلى رأسها الكيان الصهيونى وحركة حماس، ويسعى إلى زعزعة استقرار هذه المنطقة الحيوية وإبقائها كمنطقة صراع ومنطقة خروج السيطرة الأمنية.

وبالرغم من وجود 8 جماعات جهادية مختلفة في سيناء فإن وصف السلفية يغلب على معظمها وهم يوجدون بمنطقة وسط وشرق سيناء وأماكن وجودهم تنحصر في مناطق رفح والماسورة ونجح شبانة والظهير والمطلة وتتراوح أعدادهم بين 3000 و3500 فرد.

ومن ضمن هذه الجماعات: أهل السنة والجماعة، وتنظيم التوحيد والجهاد، وتنظيم السلفية الجهادية، والدعوة السلفية، والسلفية الجهادية، جماعات الخلايا النائمة، أنصار بيت المقدس.

كما رصد الفصل تأثيرات هذه التنظيمات في سيناء في نقاط محددة أهمها:

- وجود تنظيم القاعدة في أي دولة يمثل تحديًا واضحًا لأى حكومة لكون التنظيم دائمًا يستهدف المواطنين الغربيين، وهو أمر يؤدى إلى الإضرار بقطاع السياحة الذي يقوم عليه الاقتصاد المصرى.

- موقف تنظيم أنصار الجهاد من الأمور الداخلية المصرية يشكل تحديًا كبيرًا ربما لا يقل خطورة عن تحديات الارتباط الخارجى بالقاعدة، كونه يمس النسيج الوطنى المصرى وتحديًا العلاقة بين المسلمين والأقباط فقد أوردت الجماعة على مواقعها الإلكترونية مواقف واضحة في شأن العلاقة مع الأقباط.

-التنظيم من الناحية الفكرية لا يقبل بأى فكر غير جهادى، حتى ولو كان إسلاميًا كالإخوان والسلفية فكيف بالتيارات الفكرية غير الإسلامية كالليبرالية والاشتراكية والقومية.. إلخ.

تحت عنوان «أسلحة ليبيا والسودان في سيناء ».. ناقش «الفصل الخامس»، تهريب ملايين من قطع السلاح إلى مصر عقب ثورة يناير عبر الحدود مع ليبيا والسوادن وصولا إلى سيناء.

أما «الفصل السادس» وهو بعنوان «مرسي وإرهابيو سيناء»، فقد رصد محاولات محمد مرسي رد الجميل لإرهابيين ساعدوه في الهروب من سجنه ومن ثم ساعدوه على الوصول لحكم مصر وسيناء في وقتها كانت المقابل.

أوضح الكتاب أن محمد مرسي وجماعته الإرهابية ينظر للإرهابيين بعين الاستعطاف والرضا، فمع اندلاع ثورة 25 يناير 011 كان إرهابيو «حماس» يخططون مع مكتب الإرشاد لاقتحام السجون وتهريب قيادات الإخوان الإرهابية، وفى الوقت الذي انسحبت فيه الشرطة من جميع مواقعها انقض الإرهابيون على السجون بـ« آر بى جيه » ونجحوا في اقتحام السجون بإطلاق أعيرة نارية كثيفة في محيطها فهرب السجناء، وكان منهم محمد مرسي الذي كان سجينًا، ومعه عدد كبير من أعضاء مكتب الإرشاد، وفور خروجه أراد أن يطمن أهله وعشيرته بنجاح عملية اقتحام السجون.

«مذبحتا رفح وخطف الجنود».. هكذا كان عنوان «الفصل السابع» من سلسلة «الكتاب الأسود»، والذي تناول وقائع العملية الإرهابية التي تمت في شهر رمضان برفح وراح ضحيتها 16 جنديًا من رجال القوات الملسحة.

في يوم الأحد الموافق 5 أغسطس 2012، والسابع من شهر رمضان وأثناء رفع المؤذن لنداء الحق شن عدد من الإرهابيين _ غير العابئين بحرمة الدماء لهذا الشهر الكريم- هجومًا على الحاجز الأمني التابع لحراسة القوات المسلحة، وهو الهجوم الذي راح ضحيته 16 جنديًا، كانوا يؤدون واجبهم الوطنى في الدفاع عن نقاط حراستهم واستولى الإرهابيون على مدرعتين هجموا بهما على موقع عسكري إسرائيلى على الحدود على مصر، وقد أعلنت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلى أن إحدى المدرعتين انفجرت، واستهدف الطيران الإسرائيلى المدرعة الأخرى، واندلعت حالة من الغضب العارم عند المصريين بحسب الكتاب.

أما الفصل الثامن وهو بعنوان «الجيش في سيناء» فقد تناول الحرب التي شنها الجيش المصرى ضد الإرهابيين في سيناء لوقف التهديدات التي تطال الأمن القومى جراء الأنفاق الحدودية.
الجريدة الرسمية