طهروا بيت الأمة!!
من المدهش حقًا أن يكون حزبُ الوفد الأقدم تاريخًا ووطنية.. الحزبُ العريق الذي قدم للبلاد قادة وأفكارًا ونضالات لن يمحوها الزمن، الحزبُ الذي قاده رجال عظام وسياسيون كبار وانتمى إليه صفوة المجتمع وصالَ وجالَ في كل العصور من أجل الحريةِ والديمقراطيةِ والعدالةِ وبناء وطنٍ في حجم مصرَ وكان لعصورٍ طويلة مادةً خصبة لنماذج وطنيةٍ قادت الحركة الوطنية منذ نشأته وحتى اليوم.. من المثير والمدهش والعجيب أن يظلَ داخل صفوفه من صدرت ضده أحكام قضائية باتة وأصبح مطاردا من العدالة بعد الحكم عليه بالسجن في قضايا شيكات.. عن السيد البدوي نحدثكم.
إلى قادة حزب الوفد ورئيسه المحترم المستشار بهاء الدين أبو شقة.. إلى أعضاء الهيئة العليا وأمناء المحافظات وأعضاء مجلس النواب.. إليكم جميعا نقول: أليس فيكم رجل رشيد يرفض الإساءة إلى هذا الكيان الذي لا يعد ملكا لكم.. حزب الوفد ملك للمصريين الحالمين بالحرية والعدالة يضم بين صفوفه رجلا صدرت ضده أحكام قضائية قال فيها القضاء المصري الشامخ ما هو أبعد من السجن والحبس.. قال في أحد قادتكم الذي لا يزال بين صفوفكم إنه بدد وزور وأصدر شيكات بدون رصيد وأصبح مطلوبا من العدالة.
ألا يعدُّ ذلك إهدارًا لتاريخ حزب الأمل.. حزب النضال التاريخي.. الحزب الذي ناضل ضد الفساد يصبح جزءا من الفساد.. الحزب الذي رفع لواء العدالة على مدار تاريخه توضع صورة من تطارده العدالة بجوار صورة الزعيم المصري الخالد سعد زغلول.. ماذا تقولون لأبنائكم ؟ ماذا تقولون لشباب الوفد ومن يريد الانضمام إليكم ؟.. كيف تواجهون الرأى العام وكيف تكتبون في صحيفتكم ضد الفساد ؟.. يا سادة إن فاقد الشيء لا يعطيه!!
إن الذين ماتوا في سبيل الحرية والذين قضوا في طريق النضال ضد الاستعمار والذين جاهدوا بأموالهم وحياتهم لهم عليكم حقوق وأبسط حقوقهم أن تحافظوا على ما قدموا.. أن تحفظوا للتاريخ ماء وجهه.. أن ترفعوا صورة الهارب من العدالة من على جدران الوفد.. أن يصبح مطاردا منكم أنتم لأنكم تمثلون الشارع وتسعون مثل أي حزب سياسي إلى تداول السلطة وتقدمون روشتات علاج للفساد ومن بينكم من مارسه وصدرت ضده أحكام قضائية نهائية وواجبة النفاذ.
إن السكوت على هذا الوضع لا يعني إلا المشاركة فيه ولا يمكن تفسيره إلا على أنه علامة رضا وقناعة من حزبكم بأن الداعى إلى مواجهة الفساد ليس شرطا أن يواجهه في بيته.. حالة من الشيزوفرينيا تسيطر عليكم تفقدكم ما تبقى من تاريخ الوفد.. إننى أقول ذلك وفي حلقي غصة.. غصة من الانفصام الذي تعانى منه الحياة الحزبية التي كنا نتصور أن تاريخكم سيحول بينها وبينكم.