بعد تغريدة ساويرس.. أبرز المعلومات عن "شعب كاليسبيرا"
كتب رجل الأعمال، نجيب ساويرس، اليوم الجمعة، تغريدة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" تغزل خلالها بجمال اليونان، ووجه الشبه بينها وبين محافظة الإسكندرية.
وقال ساويرس في التغريدة: "صباح الخير من اليونان... تحس كده إنك في إسكندرية وأن البلد ده كان لازم يبقى عضو في الجامعة العربيةً مش الاتحاد الأوروبي كاليسبيرا.. تيكانس كالاه...الحمدلله.... ولاد بلد زينا".
وعلى مدى سنوات طويلة كانت مدينة الإسكندرية المصرية مقرًا لإقامة جالية يونانية كبيرة نسبيًا، واليوم لم يعد موجودًا من نسل هذه الجالية بالمدينة سوى عدد قليل جدًا.
ولم يبق أيضًا سوى القليل من المعالم الخاصة بتلك الجالية التي يحاول نسلها الحفاظ على تراث أسلافهم. وحوَّلت السفارة اليونانية منزل الشاعر كونستانتينوس بترو كفافيس (قسطنطين كفافيس) إلى متحف. ويرى كثيرون أن كفافيس هو من وضع مدينة الإسكندرية على الخريطة.
وكفافيس، الذي تحدث في قصائده عن حبه لمدينة الإسكندرية، يوناني الأصل لكنه وُلد وعاش في مصر معظم حياته. ويحوي المتحف نسخًا نادرة من أعماله، إضافة إلى أثاث بيته الأصلي بالكامل.
وقد ولد كثير من اليونانيين في الإسكندرية، واختار بعضهم أن يعيش ويعمل في مصر بدلًا من أن يعود لليونان.
ويتحدث هؤلاء اللغتين العربية واليونانية بطلاقة، ويديرون مشاريع تجارية بدأت منذ نحو 100 عام.
وأعادت زيارة رسمية نظمتها الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة، عشرات المواطنين اليونانيين الذين كانوا يعيشون في الإسكندرية للمدينة التي لم يروها منذ أكثر من 40 سنة.
ويقول إدموند نيكولا كاسيماتيس رئيس الجالية اليونانية في الإسكندرية، الذي يدير محلًا تجاريًا بناه والده عام 1908، إن اليونانيين في الإسكندرية كانوا مندمجين مع الشعب ويعملون في كل المهن.
وأضاف: «نعم كان هناك يونانيون أصحاب مصانع، أصحاب محال، أصحاب شركات كبيرة. لكن كان هناك أيضًا يونانيون سائقي تاكسي، كان هناك يونانيون أصحاب مقاهٍ بلدية، كان فيه يونانيون جرسونات. أغلبية الجرسونات الذين كانوا موجودين في الإسكندرية يونانيون، وكانوا مختلطين مع الشعب، يعيشون معهم، وقريبين من الشعب».
وتدفقت الهجرة غير الشرعية من اليونان إلى مدينة الإسكندرية في أربعينات القرن الماضى، لدرجة دفعت الصحف المصرية إلى نشر أخبار متعلقة عن هذه الظاهرة بصورة يوميا.
وأطلقت مصر العام الماضى ممثلة في وزارة الهجرة، فاعليات أسبوع إحياء الجذور، في الإسكندرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيريه القبرصى نيكوس اناستاسيادس، واليونانى بروكوبيس بافلوبولوس، بالإضافة إلى أعضاء الجاليتين اليونانية والقبرصية في مصر.
وقال الرئيس حينها في كلمته، إن مدينة الإسكندرية العريقة تحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين، وأبناء منطقة البحر المتوسط على حد سواء، مشيرا إلى أنها مازالت تمثل تجسيدًا، لقيم التسامح والتعايش المشترك والتواصل الإنساني، وهي القيم التي شجعت مئات الآلاف من شعوب المنطقة، على اختيار مصر مقصدًا للإقامة في مجتمعها، الذي احتضنهم دون تفرقة، وكان على رأس هؤلاء، الآلاف من اليونانيين والقبارصة، الذين انصهروا في نسيج هذا البلد، فمثلوا إضافةً كبرى للحركة الاقتصادية والعلمية والثقافية في مصر.
كانت اليونان تابعة للإمبراطورية العُثمانية وقد أعلنت استقلالها في عام 1830م، وقد تَعرضت للغزو الإيطالي لأول مرة عام 1940م خلال الحرب العالمية الثانية، ولاحقًا تبعها الاحتلال الألماني لمدة ثلاث سنوات وذلك في الفترة ما بين عام 1941-1944م.
وقد تَعرضت اليونان للنظام الديكتاتوري مما أدى إلى هروب الملك حينها من البلاد قسريًا، وذلك من قِبل مجموعة من العسكريين الذين استولوا على السلطة وذلك في عام 1967م، وعند انهيارها تم إلغاء النظام الملكي ونَتُج عنها جمهورية برلمانية.
انضمت اليونان إلى دول الاتحاد الأوروبي عام 1981م، وقد شاركت في ثلاث اتفاقيات تبلغ قيمتهم الإجمالية 300 مليار دولار، إثر تَعرُضها لأزمة اقتصادية صعبة في نهاية عام 2009م، وقد انتهت اليونان من هذه الاتفاقيات في عام 2018 رسميًا.
تقع اليونان في الجهة الجنوبية من شبه جزيرة البلقان جنوب قارة أوروبا، ويحدها من الشمال مقدونيا وبلغاريا، ومن الشمال الشرقي تركيا، ومن الشمال الغربي ألبانيا، ومن الجنوب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق بحر إيجة، إذ تَفصِل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتضم اليونان العديد من الجُزر، بالإضافة إلى أنها تمتلك ساحل يمتد إلى 13،676 كيلومترًا تقريبًا، في حين أن مساحة الدولة تبلغ 131،957 كيلومترًا مربعًا تقريبًا.
طبيعة البلاد في اليونان تُعتبر جبلية، حيث إن 80 بالمائة منها مُغطاة بالجبال العالية، وتُعتبر قِمة جبل أوليمبوس (بالإنجليزية: Olympus) أعلى قِمة فيها، حيث يبلغ ارتفاعها 2916.9 مترًا فوق سطح البحر.
بلغ عدد سكان البلاد 10،761،523 نسمة في عام 2018، إذ يعيش ثلث السكان في العاصمة أثينا، ويمتلك سكانها الجنسية اليونانية، وتذهب التركيبات العرقية في الدولة بنسبة عالية جدًا للسكان اليونانيين الأصليين بنسبة تتجاوز الـ 91 بالمائة، والألبان بنسبة 4.4 بالمائة، بالإضافة إلى تركيبات أخرى نسبتها قليلة جدًا، حيث يعتنق معظمهم الديانة الأرثوذكسية اليونانية، ويتحدثون اللغة اليونانية بِنسبة 99 بالمائة إلى جانب الفرنسية والإنجليزية وغيرها بنسبة 1 بالمائة.
المناخ في اليونان يتوافق مع مناخ وسط البحر المتوسط، ففي فصل الشتاء يكون الجو مُعتدل ويُرافقه أمطار مُعتدله غير غزيرة، ويكون حارًا وجافًا في فصل الصيف حيث إن أشعة الشمس قوية، إلا أن مناخ العاصمة أثينا ومناطق شرق اليونان مختلفة غالبًا، إذ إنه جاف وقليل الأمطار طوال العام، أما عن المناطق الجبلية فَهي مُعرّضة لأمطار غزيرة بالإضافة إلى أنها تَكتسي بالثلوج خلال فصل الشتاء.
أكثر الشهور التي يكون طقسها دافئا في فصل الصيف هما شهر يوليو وأغسطس، أما في فصل الشتاء فإن شهر يناير وفبراير هما الأبرد خلال السنة، حيث يمكن وصول درجات الحرارة إلى درجات التجمد.
تعد اليونان وجهة سياحية رائعة، حيث إنها تمتاز بالحضارات القديمة المُتبقية آثارها لغاية الآن، بالإضافة إلى المناخ المناسب والمناظر الخلّابة، ويجدر الذكر هنا بوجود آلاف الجُزُر التي تميزت بها هذه البلاد، مما جعلها منطقة سياحية مميزة لِمن يبحثون عن الراحة والاسترخاء.