ذاكرة النخبة بعافية!
من حق أي مواطن أن يحتفى ويشيد بمن يشاء من المواطنين، حيّا أو ميتا.. فلا حساب لأحد على عواطفه.. ولكن من حقنا أن نقول إن ذاكرة قطاع من النخبة السياسية لدينا بعافية.. أي صارت ضعيفة ولم تعد تحتفظ حتى بالاحداث والمواقف التي حدثت قبل بضعة سنوات قليلة.. ومن يريد أن يتأكد من ذلك عليه أن يراجع ما قيل ممن ينتمون لهذه النخبة في حق رجل مارس السياسة منذ بضعة سنوات وتوفاه الله مؤخرا.
لقد تجاهل كل من تحدثوا عن موقفه الداعم والمساند للإخوان خلال حكم مرسي، وأثناء انتفاضة الشعب للتخلص من حكمه بعد أن جاهر هذا الحكم بفاشيته.. فعندما أسس مجموعة من الشباب حركة "تمرد" التي كانت فاتحة هذه الانتفاضة الشعبية في يونيو ٢٠١٣، ونجحت هذه الحركة في جمع ملايين من الاستمارات التي تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، سعى الإخوان إلى تكوين حرة مضادة، هي حركة "تجرد" كان صاحبنا هذا من الذين تصدروا قيادتها..
وادعت هذه الحركة في أيامها الأولى أنها جمعت استمارات لتثبيت "مرسي" في منصبه تفوق أكثر مما جمعته حركة "تمرد".. والتسجيلات، وبعضها بصوت صاحبنا الذي يشيدون به، موجودة وتحتفظ بها الفضائيات، وأيضًا نقلتها الصحف اليومية أيضا..
فضلا عن أن ذلك حدث قبل أقل من ست سنوات، وأحداث هذه الأيام ما زالت ماثلة في أذهان المواطنين العاديين.. فهل الذين يشيدون بصاحبنا هذا الذي توفاه الله مؤخرا تبدلت مواقفهم من الإخوان، وصاروا يساندونهم أم أن موقف المرحوم من الحكم الحالى هو الذي دفعهم إلى ذلك.. أم أن الذاكرة بعافية شوية!