الإخوان تحسم صراع الحكم في قطر.. حمد بن خليفة يصارع الموت.. حرب مستترة بين "تميم" و"بن جاسم".. الجماعة تساند الأمير وتتنكر لخدمات رئيس الوزراء السابق.. وباحث: تتمتع بنفوذ كبير وسطوة على "الدوحة"
من أصعب إشكاليات السياسة بالمنطقة، قضايا العائلات الحاكمة في قطر، وخاصة عملية تداول السلطة، فالمعارضة دائما الحل الأسهل والأكثر استخداما معها، تشتيت امتيازاتها وتحديد نفوذها، إلا أن الانتشار الواسع للإخوان في معادلة مؤسسات صناعة القرار، غير هذه المعادلة، وأصبح تأييد التنظيم لطرف بعينه، من دواعي قوته وترسيخ سلطاته.
إشكاليات الحكم في قطر
على الورق، الحاكم الحالي لدولة قطر هو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، الابن الأكبر للأمير السابق حمد بن خليفة، والبالغ من العمر 37 عامًا، ولكن هناك مؤشرات كبيرة أن «الأمير الوالد» لازال الحاكم الفعلي للبلاد، رغم تنازله في 2013، بحسب سيمون هندرسون، أحد أبرز محللي معهد واشنطن، الذي كتب قبل أشهر، مؤكدًا أن «حمد» يمسك بزمام الأمور في قطر، ولاسيما أنه مؤسس الهوية القطرية الجديدة بأدائها الإعلامي وجزيرتها، ومعاركها وتحالفاتها المعادية للمحور العربي، وهو أكثر من يجيد تسييرها بنجاح وكفاءة.
خطر بن جاسم
منذ بداية حمد في الحكم، وهو يعتمد بشكل كلي على حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق، الذي أسس تحالفا قويا بين قطر والإسلام السياسي، كان يأمل من خلفه، أن يحقق الاستقرار على المدى الطويل للدولة الصغيرة، والاستقلال بها عن بقية دول الخليج، فدعم الجماعات الإسلامية بمختلف توجهاتها، وصارت الإمارة معقلا لهم، وباتت المحرك الثاني لهم حاليا بعد تركيا.
طوال الوقت يشكل حمد بن جاسم صداع كبير للسطة في قطر، لذا أصر الأمير السابق على إخراجه من السلطة معه، دون رغبة منه، حتى يضمن لابنه عدم المزاحمة من شخص بحجم بن جاسم، وعلاقاته الدولية وخبرته السياسية في الحكم، لذا يحاول رئيس الوزراء السابق من وقت لأخر، تأكيد فروض الولاء والطاعة لتميم، من خلال الأحاديث الإعلامية، وآخرها حواره قبل أيام الذي أطلق فيه الاتهامات على جميع معارضي قطر في تأكيد لمسار الدوحة المعادي لجيرانها.
نفوذ إخواني
يرى محمد آل شيخ، الكاتب والمحلل السياسي، أن جماعة الإخوان الإرهابية، تتمتع بنفوذ كبير في مؤسسات صناعة القرار بقطر، ولها قوة وسطوة أكثر من غيرها، موضحا أن الجماعة تساند الأمير تميم ووالدته، ضد رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق، الذي يملك من الخبرة والحضور والعلاقات الدولية ما يجعله يتفوق على تميم.
يضيف آل شيخ: رغم التحالف التاريخي بينهما، وخدماته الكثيرة التي قدمتها لهم، إلا أن الأمور لا تبدو على ما يرام بين جاسم والجماعة، ما يجعل الأوراق الموضوعية التي يملكها تميم، أقوى بكثير من أوراق بن جاسم، حال وفاة الأمير السابق حمد بن خليفة، الذي تتردد أنباء شبه مؤكدة عن تدهور حالته الصحية، مما يشجع الكثيرين على الطمع في كرسي حكم إمارة قطر، وأولهم "بن جاسم".
وأضاف: القطريون يأملون في الخروج من مأزق خلافاتهم مع دول المنطقة، بعد وفاة حمد، لافتا إلى أن هناك شائعات كثيرة، سربها تميم للمقرّبين منه، مجملها أنه يختلف مع والده حيال سياسته التنمرية، تجاه المحور العربي المعارض لسياسات قطر في المنطقة، وإذا ما تغلب تميم على بن جاسم، قد يكون هناك سياسة أخرى للدوحة، تحدث إنفراجا في العلاقة بين قطر وجيرانها الخليجيين، ولكن بالطبع لن يكون ذلك على حساب الإخوان، التي تتشعب في جميع مؤسسات الحكم، وتدير صناعة القرار للنظام الحاكم منذ عقود مضت.