صدمة !
تخيلوا معي مريضًا بمرض السرطان، ويتلقى علاجًا كيماويًّا قيل له إنه ضروري، ولا غنى له عنه ليشفى، رغم الآثار الجانبية القاسية له، وقرأ أو سمع البروفيسور الأمريكي السابق في الفيزياء، والذي يمارس مهنة الطب الآن يقول إن العلاج الكيماوي خدعة، ولا يعالج السرطان، وإنما يجلب فقط المكاسب المالية الضخمة لكثيرين.. بل إنه يجلب الضرر للمرضى أكثر مما يجلب لهم الشفاء.
مؤكدًا أن الدراسات كشفت أن الذين رفضوا العلاج الكيماوي عاشوا أكثر من الذين تلقوا هذا العلاج أربعة أضعاف من السنوات، فإن المريض الذي يخضع للعلاج الكيماوي يموت بعد ثلاث سنوات على الأكثر!
بالطبع، الصدمة هي أقل وصف يمكن أن نصف به من يتلقى هذا العلاج الكيماوي.. ففي الوقت الذي يتحمل فيه وطأة وقسوة الآثار الجانبية له لوجود أمل لديه للخلاص من ذلك المرض، ينهار هذا الأمل فجاة، أو على الأقل تحاصره الشكوك من كل جانب.. رغم أن المناعة، كما يتفق كثيرون، ضرورية لمواجهة مرض السرطان، والأمل يقوي هذه المناعة، بينما فقدانه أو تقلصه يقلل منها.
ومع ذلك كله، ورغم تأكدي أن الطب يمثل للبعض - شركات أدوية ومستشفيات ومنشآت طبية للتحاليل والأشعة وأيضًا أطباء - هو وسيلة لتحقيق أرباح ضخمة وهائلة، أكثر من كونها أداة لتخفيف آلام المرضى.. ورغم أيضا أنني سبق أن سمعت من قبل كلام البروفسور الأمريكي "هاردين. ب. جونز" من آخرين، ورغم أيضا أنني اختبرت قسوة العلاج الكيماوي مع زوجتي التي لم تقوَ عليه، وتوفاها الله بعد بضعة أشهر من اكتشاف إصابتها بمرض سرطان الرئة، وأيضًا مع شقيقتي التي أصيبت بمرض سرطان الثدي.. فإنني قبلتُ علاجًا كيماويًّا إضافيًّا، قيل لي إنه من باب الوقاية، بعد إجراء جراحة كبيرة.. ربما لأنني أعلم أنه حتى الآن لا يوجد علاج ناجح بشكل كامل لهذا المرض الذي يودي بحياة ملايين المرضى في العالم، لأنهم لم يكتشفوا أسباب الإصابة به حتى الآن.. وأدرك أن العمر بيد الله، وأنه لن يطيل أحد هذا العمر أو يقصِّره، وإنما كل ما ننشده أن نعيش العمر الذي قدر لنا ونحن في حالة صحية مناسبة.