فرح وعيسى وصفية وسامي.. في ولد الغلابة
كنت حريصا بشكل يومي على مشاهدة مسلسل "ولد الغلابة" في شهر رمضان عبر تطبيق "شاهد"، وأعتقد أنني تأثرت جدا بأحداث المسلسل من الناحية الدرامية وتسلسل الأحداث كمشاهد عادي.. وبدون الدخول في تفاصيل النقد الفني التي لها أهلها فإنني أستطيع القول بأن المسلسل نجح بشكل كبير بدليل أنني كنت أنتظر توقيت المشاهدة اليومية له بعيدا عن شاشات التليفزيون.
وبالربط بين مشهد البداية (سرقة تاكسي عيسى) ومشهد النهاية (قتل عيسى لفرح) فقد خرج المسلسل بكل تأكيد بالكثير من الرسائل الاجتماعية الإيجابية، رغم تعاطف الكثيرين مع من كانوا يقتلون ويتاجرون في المخدرات بالمسلسل.
وبالحديث عن "أحمد السقا" و"مي عمر" ودور كل منهما في هذا المسلسل فلابد من تجديد التأكيد على أن "السقا" يثبت يوما بعد يوم أنه فنان من طراز إنسان، و"مي عمر" تثبت بأنها فنانة لا تعتمد على زوجها المخرج بل تملك موهبة طبيعية تظهر في الدموع والضحك والحزن والخوف ونظرات الود والانتقام دون "أفورة".
هذا المسلسل أكد من جديد موهبة المخرج "محمد سامي" الذي نجح في كل حلقة أن يثير فضول المشاهدين لمتابعة الحلقة التالية، وهو بالضبط عندي مثلما يقوم صحفي بإجراء حوار مع أي شخصية ويكون الحوار ناجحا في حالة القدرة على استدراج القارئ على قراءة الحوار حتى نهايته من خلال ترتيب وتسلسل الأسئلة والإجابات.
وأعجبني أيضا الدور الصعب جدا الذي قامت به الفنانة إنجي المقدم (صفية) رغم عدم تعاطف الكثير من المشاهدين معها، حيث أثبتت بأن من عاش حياته كلها يتحدث باللغات الأجنبية قادر على الحديث بلهجة صعيدية تمثل محافظة المنيا التي تختلف لهجتها عن باقي محافظات الصعيد.. وهنا وجب التأكيد –بحكم أنني صعيدي– على أن لهجة الصعايدة ربما تختلف من محافظة إلى أخرى ومدينة إلى أخرى بل وقرية إلى أخرى.
أيضا يجب الاشادة بالدور الذي قام به الفنان الموهوب أحمد زاهر (المحامي جمال لبه) لأنه رغم قصر الدور إلا أن تأثيره كان قوي لدى المشاهد.
وأخيرا.. أعتقد أن النهاية للمسلسل كانت تحتاج لمعرفة ماذا حدث لـ"عيسى" بعد قتل "فرح" وعقب اكتشاف أنه كان تاجر مخدرات.. فهل تم سجنه أم إعدامه حتى يكون عبرة بعقوبة لمن يفعل ما فعلته.. لأن القبض عليه كان طبيعي ومتوقع ولكن العقوبة لم يعرفها أحد!