رئيس التحرير
عصام كامل

الأصناف الأجنبية تزيح المانجو البلدي عن عرش فاكهة الصيف


بدأت أصناف المانجو الأجنبية في غزو السوق المصرية خلال المواسم الأخيرة حيث شهدت أصناف كالهايدي والياسمينا والكيت والتومي وبالمر في الظهور بغزارة في الأسواق عوضا عن الأصناف البلدية المعتادة كالزبدة والعويس والفونس غيرها من الأصناف التي اعتدنا عليها خلال عقود.


السبب الرئيسي لظهور الأصناف الأجنبية في السوق المصرية بشكل كبير هو إنتاجيتها المرتفعة مقارنة بالأصناف البلدية رغم أن المستهلك يفضل الأخيرة بسبب اعتياده عليها إلى جانب تميز أغلبها بمذاق فريد يجذب غالبية مستهلكيها.

ويقول الدكتور محمد الشناوي رئيس قسم الفواكه الاستوائية بمركز البحوث الزراعية أن انخفاض الإنتاج في الأصناف البلدية بمتوسط من 3 إلى 5 طن دفع منتجي المانجو في مصر إلى الاتجاه لأصناف جديدة لزيادة الإنتاجية المرتبطة بزيادة معدلات التصدير، فكان الحل إدخال الأصناف الجديدة كالتومي والكيت والبلمر والهايدي وغيرها من الأصناف الاخرى التي يبلغ إنتاجها من 12 : 15 طن للفدان، والمستوردة من الهند وجنوب أفريقيا.

وأشار إلى أن الأصناف البلدية القديمة كالعويس والزبدة والفجر كلان والفونس والصديق والسكري هي أصناف رئيسية وهامة للسوق المحلية والتصدير ولا يمكن إلغاؤها تحت أي ظرف أو أن تنتهى بغزو الاصناف الأجنبية، مشيرا إلى أن تلك الأصناف لديها أزمة تجعلها غير قابلة لتطوير إنتاجيتها وزيادتها وهي قابليتها للإصابة بما يسمى بظاهرة التكتل الزهري إلى جانب قابليتها للإصابة بالأمراض الخبيثة والأمراض الفطرية وهو ما يؤثر على الإنتاجية.

وتابع: "لجوء المزارعين إلى الأصناف الأجنبية جعلها تشغل نحو 60% من مساحات أشجار المانجو الآن مقابل 40% للأصناف البلدية القديمة".

ولفت إلى أن تميز الأصناف المصرية القديمة كالعويس والسكري والفونس في المذاق ونسبة السكريات يعود إلى تأقلم تلك الأصناف مع البيئة المصرية بشكل كبير ولذلك تعطي أفضل منتج حيث تلعب عوامل التربة والرطوبة والمناخ الدور الأكبر في جودة المنتج، والدليل أيضا هو إنتاج المشمش المميز في مناطق العمار بالقليوبية ومركز أبشواي في الفيوم حيث تميزت المنطقتان بإنتاجية أفضل أنواع المشمش بسبب ملائمة العوامل المناخية والتربة لفاكهة المشمش، التي تزرع هناك، وعند زراعة نفس الأصناف في منطقة النوبارية تساقطت الأزهار قبل أن تتحول لثمار بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

وأكد أن موجة التذبذب الحراري التي شهدناها مؤخرا قد تؤثر بشكل سلبي على إنتاجية المانجو هذا الموسم لأن الشهور الأخيرة شهدت تساقطا للأمطار خلال فترة التزهير وهو ما يتسبب في تساقط حبوب اللقاح وبالتالي ضعف عملية العقد، كما تتسبب درجات الحرارة المرتفعة عن الحد في نفس الفترة إلى جفاف حبوب اللقاح.

فيما أظهر تقرير لمعهد بحوث البساتين عن إنتاجية الفاكهة في مصر، خلال موسم 2017، أن المساحات المزروعة بالمانجو، بالأراضي القديمة والجديدة تصل إلى 240 ألف فدانا بإنتاجية وصلت إلى قرابة 800 ألف طن.
الجريدة الرسمية