رئيس التحرير
عصام كامل

أنتم تساعدون الإرهابيين!


أنا هنا أخاطب هؤلاء الذين يتقمصون فور وقوع عمل إرهابي جديد دور الخبير العسكري والإستراتيجي، الذي ينطلق يفتى فيما لا يعرف، معتمدا على ما يروجه الإرهابيون من معلومات مغلوطة!


إن أي تنظيم أرهابى مهما كبر أو عظم شأنه يدرك أنه ليس في مقدوره مواجهة جيش كبير أو حتى جهاز شرطة له تاريخه في مواجهة الاٍرهاب، حتى ولو تمكن هذا التنظيم أن يقوم بعملية إرهابية جديدة بين الحين والآخر تسفر عن سقوط شهداء وضحايا جدد.. لذلك يسعى التنظيم الإرهابى دوما بأن تكون لعملياته الإرهابية نتائج معنوية ونفسية..

تتمثل في إضعاف معنويات المقاتلين في القوات المسلحة وجهاز الشرطة، وأيضًا التأثير نفسيا بالسلب على عموم المواطنين، وذلك بنشر إحساس باليأس من إمكانية هزيمة الإرهاب والقضاء على شرور تنظيماته، وكذلك إضعاف ثقة المواطنين في قدرة قواتهم المسلحة وجهاز شرطتهم على مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية..

ولتحقيق ذلك يهتم الإرهابيون كثيرا بما يقومون بترويجه دوما بين الناس مع أية عملية إرهابية جديدة، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، من تسجيلات للمقاتلين الذين استهدفوهم، وفيديوهات تصور كيف قامت العناصر الإرهابية بذلك العمل الإرهابي..

ويتلقف هؤلاء الذين يتقمصون دور الخبراء العسكريين والاستراتيجيين ما روجه الإرهابيون، ليقوموا بالشرح والتحليل وتقديم الاستنتاجات وتسجيل الملاحظات، دون أن يمنحوا أنفسهم بعض الوقت ليتأكدوا من صحتها، رغم أن التزييف أحيانا يبدو واضحا في هذه التسجيلات والفيديوهات، حتى ولو تبنتها صفحات إلكترونية تتخفى في ثياب مناهضة للإرهاب ومؤيدة لمن يقاتلون الإرهاب، مثل ما حدث في العملية الإرهابية الأخيرة.

وهكذا يساعد هؤلاء بجهلهم واندفاعهم ورعونتهم الإرهابيين فيما يفعلون ويدبرون.. بينما يخفق الخبراء الأمنيون الذين يستعين بهم الاعلام في التصدى لما يروجه الإرهابيون من أكاذيب، لأنهم يتحدثون ولا يملكون أية معلومات مفيدة حول العمل الإرهابي الذي وقع!
الجريدة الرسمية