رئيس التحرير
عصام كامل

افرحي يا أم الشهيد


"لما قالوا جه ولد انشد ضهري واسند"، هكذا تقول الأمثال والمأثورات الشعبية عن خلفة الأولاد وخصوصا الذكور، فما بالكم بالرجال في ميادين القتال ومواقف الشهادة..


ما بالكم بوجوه رحلت إلى ربها راضية مرضية، بعد عبادة خالصة اختص الله تعالى بها نفسه لمدة ثلاثين يوما صاموا فيها وقاموا، وذكروا الله كثيرا، ما بالكم بشباب كان كل أمله أن ينهي خدمته لينعم بحياة يراها بعض المتشائمين بؤسا وجحيما وعذابا، بينما يراها المتفائلون تفتح أحضانها لملاقاتهم.

هؤلاء الشباب ضحوا بالحياة في سبيل أن ينعم غيرهم بها وصدقوا ما عاهدوا الله عليه من عدم الفرار أمام العدو، والصبر عند لقائه، بل والاستبسال في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، فقضوا نحبهم بين جريح وقتيل، وبقدر ما أحزنني خبر استشهاد هؤلاء مع بدء تكبيرات العيد، وفي أول أيامه، بقدر ما سعدت كثيرا بمواكب الشهداء التي تزف إلى السماء دفاعا عن الأرض والعرض والدين والكرامة..

وبقدر الألم كان الفرح، إذ صعدت أرواح هؤلاء بغير جريرة سوى أنها باتت تحرس في سبيل الله، وكلنا يعرف أجر الشهادة والشهداء، فقد اختصَ الله تعالى الشَهيدَ بستِ خِصال لم تمنح لِغيرِهِ..

حيث يغفَر له بأولِ دَفقةٍ من دمِهِ أو أوَلِ صبَة منه، ويرى مَقعَده من الجنَةِ فَيطمئِن، ويحلَى حلةَ الإيمانِ، ويجار من عذابِ القبرِ، ويحفَظُ ويأمَن، ويلبس تاجَ الوقارِ تَكريما له وتعظيمًا لقدرِه، ويزوَج من الحورِ العينِ وهو تكريم سماوي يمنحه الله للشهداء قبل التكريم والنياشين الدنيوية برغم مالها من مزايا ومحاسن..

وكلنا يعلم أن الشهادة في سبيل الله من أعظم القربات وأثمنها عند الله، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون، كما أن الشهيد وكما يقال يشفع لسبعين من أسرته في دخول الجنة، ويا لها من شفاعة اختص الله بها الشهداء تكريما للشهيد وأهله.

خالص التهاني لأسر الشهداء على ما قدموا من تضحيات في سبيل الله، وعزاؤنا أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
الجريدة الرسمية