رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أن تكون عادلًا في معركة لم يتحدد موعد الفصل فيها!


العلاقات بين الناس، ليست أكواما من الحصى على جانبي خط مستقيم، ولا هي دائما صياغات سابقة التجهيز، جميعنا نتعارض من وقت لآخر، لأسباب مختلفة، قد تنتهى بآمان، أو تستمر في تفاعلات سلبية متكررة، تؤدي في النهاية إلى تآكل نواة العلاقات، وخاصة المقدسة منها، إذا لم نؤمن في الوقت المناسب، بأهمية امتلاك المهارات اللازمة لحل النزاعات.


توفر التكنولوجيا الكثير من الوقت والجهد والمال لإتقان المهارات المطلوبة والضرورية، لضبط كيفيات الحياة المشتركة، بين أشخاص من عائلات وخلفيات مختلفة، تواجدهم معًا في علاقات إنسانية، هو سبب كاف للصراع، ما يتطلب منهم معرفة مقبولة بكفية التحرك عبر هذا الصراع بشكل بناء، لاكتشاف مشاعرهم من جديد، والتعبير عنها بهدوء، والاستماع باهتمام واحترام إلى الآخر.

حل النزاعات مهارات يتم الاستثمار فيها، حسب طبيعة كل شخص ونقاط ضعفه، وحاجته الذاتية للسلام والمودة مع الآخر، ما يحفز لديه الرغبة في احتواء الخلافات وحلها بأقصى سرعة، وبشكل جذري، حتى لا يعطي عن غير قصد مساحة متسعة، لأكبر عدو للإنسانية، وهو ميل البشر إلى تبرير سلوكياتهم، وإلقاء اللوم دائما على الآخر.

تعلم مهارات حل النزاعات، يجعل الناس على اختلاف خطاياهم، على علم بدرجات مقبولة، بنسبة مشاركتهم في اندلاع المعارك المتكررة التي يكونوا أطرافا فيها، ويصبح مؤشر آذاهم الواقع على غيرهم بسببهم واضحًا أمامهم، مهما تظاهروا في كل مرة، ينشب فيها الخلاف، أنهم ليسوا على علم بالأسباب الحقيقية.

هناك دائما لكل منا ذهنية سلبية، تجعلنا نختزن سلبيات الماضي، وما تراكم لدينا من تجارب في الذاكرة العاطفية والإنسانية والمعرفية، فتجعلنا نوجه لكمات غاضبة وغير مبررة، إلى أشخاص غير موجودين في الواقع، ولايتلقفها للأسف إلا شركاؤنا الحاليون بلا ذنب، والاستمرار على هذه الحالة مع الوقت، تجعل كل طرف، في حاجة لمحو شركائه من قائمة اهتماماته، عندما يستقر غبار الخلاف، وتزداد المواجع والآلام، ويفقدون بالتدريج الحميمية المطلوبة للاستمرار معًا.

الشركاء الناجحون المدربون جيدًا، يساعدون بعضهم بشكل مثالي، حتى يصبحوا أفضل الناس، ولن تكون هناك مصلحة لهم، إذا شعر أحدهم بالفوز في معركة أو سجال، إذا جاء ذلك على حساب إيذاء الآخر.

تعلم فن الحوار وتهذيب العلاقات، ضرورة لتجديد الثقة بين البشر، أو على الأقل ليبقى كل منهم، خصمًا عادلا في معركة لم يتحدد بعد موعد الفصل فيها !
Advertisements
الجريدة الرسمية