الاعلام متهما
اضطرت دار الإفتاء أن تعلن مجددا أن اليوم الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، وأن أول أيام شهر شوال وعيد الفطر هو الغد الأربعاء، وجاء في بيان دار الإفتاء أن ما تردد منسوبا إلى مصادر مجهولة حول متابعة، أو إعادة، استطلاع هلال شهر شوال بعد صلاة العشاء هي مجرد شائعات، وأن الاستطلاع تم بعد أذان المغرب ولم يتم رؤيته.
وما أعلنته دار الإفتاء يتضمن اتهاما واضحا لإعلامنا، بنشر وترويج الشائعات.. فمن أذاع ونشر الخبر الشائعة الخاص بمتابعة أو إعادة استطلاع الهلال بعد أذان العشاء كان مواقع صحفية إلكترونية وفضائيات.. وتم النشر ممهورة بعنوان عاجل، رغم أن توقيت النشر والإذاعة تم وصلاة التراويح كانت في نهايتها بالعديد من المساجد!
أي بعد فترة ليست قصيرة من أذان العشاء.. كما أن ما نشر وأذيع جاء منسوبا لمصادر مجهولة، ولم يكلف أحد نفسه من الزملاء الذين أذاعوا ونشروا هذه الشائعة بالاتصال بدار الإفتاء للتأكد والتحقق من الحقيقة، رغم أن هذا من بديهيات العمل الإعلامي والصحفي!
وهذا اتهام خطير لإعلامنا يتعين ألا يمر مرور الكرام، وبدون التحرك بشكل عاجل لإصلاحه، وهو الأمر الذي صار مطلبا عاما يشترك فيه الجميع حكاما ومحكومين، مسئولين ومواطنين عاديين.. فان الاتهام بترويج الشائعات ليس بالأمر الهين أو الذي يمكن السكوت عليه أو التغاضي عنه وتجاهله.
أن الشكوى من هبوط إعلامنا وصحافتنا، وتحديدا مهنيا، ليس جديدا، ولكنها شكوى تتردد منذ وقت ليس بالقصير، وتأخر الإصلاح الحقيقى سوف يزيد من تكلفة هذا الإصلاح.. لذلك يتعين أن نبدأ الإصلاح فورا.
