رئيس التحرير
عصام كامل

دراما ساقطة!


غادرنا رمضان وفي أذهاننا أسئلة لا حصر لها ولا إجابة عنها: فماذا أرادت دراما هذا العام.. ماذا قدمت من قيم وأفكار.. وماذا صنعت بعقول المشاهدين ووجدانهم؟


هل أفردت جانبًا لقضايا الإرهاب والتطرف والفساد أو تضحيات الشهداء.. هل تغلغلت في نسيج المجتمع لتقول لنا بوضوح كيف وصلنا لما نحن فيه من تراجع لقيم اجتماعية ودينية أصيلة، تحت تأثير مشاهد العنف المتنامي والعرى المتزايد على الشاشات؟

للأسف سقط أغلب المسلسلات في بئر الإسفاف وغياب الرؤية الوطنية والهدف الإستراتيجي، واقترف بعضها الآثام عبر ترديد الألفاظ النابية والحوارات المتدنية السافلة المجافية لكل القيم والأعراف النبيلة، التي امتازت بها مجتمعاتنا على مدى قرون طويلة.. وهو ما عبر عنه المجلس الأعلى للإعلام.

مسلسلات هذا العام هي أقل عددًا مقارنة بأعوام ماضية لكنها كالعادة حادت عن جادة الخط التاريخي الهادف والخطاب الديني البناء والمعرفي الهادئ والاجتماعي المستنير.. خلافًا لما كنا نراه في أعمال الزمن الجميل التي أبدعتها قرائح مبدعين على شاكلة "أسامة أنور عكاشة" الذي سلط ضوءًا كاشفا على أحوال مصر المعاصرة وتاريخها ونضالها الوطني المشرف ضد الاحتلال والاستعمار والعدوان الغاشم.

رمضان كان فرصة ننتظرها من العام للعام لنشاهد أعظم الأعمال الدرامية والبرامج الدينية والحوارية.

"عكاشة" وغيره من المبدعين تأليفًا وإخراجًا وتمثيلًا كانوا مصدر سعادة للأسر المصرية، التي كانت تنتظر أعمالهم من العام للعام، لتلتف حول الشاشات بلا ترقب ولا خوف من مشهد جارح هنا أو لفظ مسيء هناك أو تسفيه للقيم الأصيلة التي تربت عليها الأجيال تلو الأجيال.
الجريدة الرسمية