رئيس التحرير
عصام كامل

قطر تتراجع!


بعد يومين فقط من القمة العربية تنصلت قطر من موافقتها على البيان الختامى لها، وأعلنت على لسان وزير خارجيتها تحفظها على هذا البيان، الذي رأت أنه كان معدا سلفا، ولم يتضمن فتح حوار عربى مع إيران، وتجاهل العديد من القضايا العربية المهمة مثل القضية الفلسطينية ومايحدث في ليبيا!


والمثير أن أن الذي رأس وفد قطر في القمة العربية كان هو رئيس وزرائها، بينما الذي سحب موافقة قطر على البيان الختامى لهذه القمة هو وزير الخارجية القطرى، الذي يعد مرؤسا لرئيس الوزراء!

وقد ذهب البعض في تفسير ذلك التراجع القطرى السريع بممارسة إيران ضغوط عليها.. وقد يكون ذلك صحيحا، ولكنه حال قطر التي اعتادت أن تتخذ الموقف وعكسه، وتؤيد وتعارض ذات الشىء في وقت واحد.. فهى تهاجم إسرائيل في فضائيتها، وفى ذات الوقت تحتفظ بصلات قوية ومتينة مع القادة الإسرائليين..

وتتحدث عن مواجهة الاٍرهاب ببنما هي تدعم بالسلاح والمال والملاذ الأمن والغطاء السياسي الإرهابيين ومنظماتهم وميليشياتهم، كما هو حادث الآن في سوريا وليبيا!

إلا أن التفسير الأرجح يتمثل في أن قطر رأت أن دور الوساطة في الأزمة الأمريكية الإيرانية الذي تبغى الاستمرار في القيام به يقتضى ألا تغلق الأبواب مع إيران.. لذلك قررت التنصل من بيان القمة العربية وأرسلت إلى أمانة الجامعة العربية لتسجل تحفظها على هذا البيان.. وذات الشىء فعلته مع بيان القمة الخليجية.. والأغلب أن ذلك لن يغضب واشنطن التي تريد أن تنجح الجهود المبذولة الآن لدفع إيران إلى مائدة التفاوض التي تقترب منها بخطوات ثقيلة حتى لا تفقد قيادتها مصداقيتها أمام شعبها.
الجريدة الرسمية