إعلانات مستفزة.. ومن يحاسب شركات المحمول؟!
والسؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا جميعًا: ماذا فعلنا في شهر رمضان الذي يفارقنا خلال ساعات.. هل أحسنا استقباله واستثمار أوقاته الزكية ونفحاته السخية، أم فرطنا وضيعنا أوقاتنا كالعادة في مشاهدة مسلسلات بايخة وبرامج تافهة تجرح حرمة هذا الشهر الفضيل، وتجافي روح الصيام والعبادة.
نودع رمضان وفي الحلق غصة مما شاهدناه من دراما هابطة، وإعلانات تبرع هي أقرب للتسول والشحاذة منها إلى فعل الخيرات.. ما يدفع للتساؤل: هل هناك رقابة حقيقية على مثل تلك التبرعات التي يقدرها البعض بمئات الملايين.. وهل تنفق في مصارفها الشرعية في مساعدة الفقراء أو تطوير العشوائيات أو بناء المستشفيات والمدارس والإنفاق على البحث العلمي المنتج..
ناهيك عن الإعلانات المستفزة التي تروج لمنتجعات وكامبوندات لا يراها البسطاء إلا في أحلامهم أو على الشاشات التي أصابت المواطنين بالغثيان، جراء التكرار المستفز لإعلانات يصر أصحابها على بثها عشرات المرات في كل عمل درامي أو برامجي، حتى ملَّ الناس منها وسئموا تكرارها.
ضخامة ما يصرف على إعلانات شركات المحمول الأربعة سبب آخر يضاعف الإحساس بالأسى والحزن، ذلك أن تلك الشركات وبدلًا من الإنفاق على تحسين خدمات الاتصالات والإنترنت المنوط بها تقديمها نراها تتصارع للاستئثار بنجوم أهل الفن والكرة وتجزل لهم العطاء بملايين الجنيهات..
وكان حريًا بها لو صرفتها على معالجة وإزالة شكاوى العملاء الذين جأرت أصواتهم شكاية من رداءة خدمات المحمول والإنترنت في طول البلاد وعرضها بطئًا أو انقطاعًا، وهو ما لم يلفت نظر الجهاز القومي للاتصالات الذي ترك مقدمي الخدمة دون رقابة ولا مساءلة ولا حتى تقييم أداء يدخل بالضرورة ضمن اختصاصه الأصيل بموجب القانون.