رئيس التحرير
عصام كامل

إيران تبدأ التراجع !


أمس كتبت في هذا العمود مؤكدا أن التفاوض التمهيدي قد بدء بالفعل، أي أن أمريكا عبر عدد من الوسطاء يبغون جلب إيران إلى مائدة التفاوض بطريقة تحفظ لها ماء الوجه، ولا تحرج قادتها.. قلت ذلك رغم أن المرشد خامئنى أعلن أن التفاوض مع أمريكا سم زعاف!..


وبعد بضعة ساعات قليلة خرج الرئيس الإيرانى "روحانى" بتصريحات يعبر فيها عن أن إيران بدات بالفعل مشوار التراجع عن مواقفها المعلنة من قبل، واستعداد إيران للذهاب إلى مائدة التفاوض، ويقول نصا: (إيران قد تجرى محادثات إذا أظهرت الولايات المتحدة الاحترام واتبعت المعايير الدولية، لكن طهران لن تدخل محادثات تحت ضغط.. نحن نؤيد المنطق والمحادثات إذا جلس الطرف الاخر باحترام على طاولة المفاوضات واتبع القواعد الدولية لا أن يصدر أمر بالتفاوض).

وهذا تراجع واضح عن الموقف الذي اتخذته إيران منذ بداية الأزمة، والرافض لأى تفاوض أو حديث مع الولايات المتحدة قبل أن تعود إلى الاتفاق النووى وتعلن التزامها به.. وهو الموقف الذي بدا أن المرشد "خامئنى" متمسك به بشدة، لدرجة كبيرة، حتى أنه حمل "روحانى" مسئولية الاتفاق النووى مع أمريكا، على غير رغبته، مع أنه لا أحد يهمس أو يسعل في إيران بدون موافقة المرشد.

أما الحديث عن الاحترام واتباع المعايير الدولية، فلعل هذا هو ما عرضته إيران على الوسطاء ليحفظ لها ماء الوجه قبل الجلوس مع الأمريكيين للتفاوض.. والأرجح أن واشنطن لن تعترض على ذلك، بل لعلها مستعدة للقبول به للإتيان بإيران إلى مائدة التفاوض، الذي سوف يعده "ترامب" انتصارا شخصيا له يعزز فرص أعدك انتخابه لفترة رئاسية مقبلة..

ويمكننا أن نتذكر كيف وفرت واشنطن مثل هذا الاحترام للزعيم الكورى الشمالى قبل يا التفاوض معه على وقف برنامجه النووى، ورغم تعثر المفاوضات معه إلا أن أمريكا مازالت توفر له هذا الاحترام.
الجريدة الرسمية