هل يصبح الداعية عبد الحي يوسف مرشد الإسلاميين الجديد بالسودان؟.. يتصدر الساحة منذ سقوط الإخوان.. يستقوى بمراكزه في الدولة لإعادة التيار الديني للمشهد السياسي.. وباحث: هناك ضرورة لتفكيك «ميليشيا ا
لا يجد عبد الحي يوسف، الداعية الإسلامي السوداني، حرجًا من الاعتراف بسعيه لإعادة توظيف الإسلاميين في المشهد السوداني، بزعم عمل توازن على الأرض، مع تيار ثوري جديد، يقاتل لتغليب توجه أيدلوجي مدني، على الحالة السودانية، ما يعني نزع الفكر الإخواني من المشهد، دون اللجوء لمواجهة مسلحة، مع جماعات استعادت شهوتها للسلطة بأسرع مما كان يتخيل أحد.
مناصب حكومية
ويتولى «عبد الحي»، منصب نائب رئيس هيئة علماء السودان، وهو أيضا عضو بمجمع الفقه الإسلامي، والعديد من المجالس الاستشارية بالدولة، كما يرأس مجلس إدارة إذاعة وقناة طيبة الفضائية، بجانب أنه إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين بحي الدوحة بالخرطوم، وهذه المناصب منحته القوة اللازمة، للعمل على إعادة التيار الديني للساحة العامة، بعد اختفاء رموز الإسلاميين جميعا وعلى رأسهم الإخوان من المشهد، فور سقوط نظام عمر البشير.
وينتمي «يوسف» للفكر السلفي، وتحركاته تؤكد أنه يسعى لنسخ تجربة حازم صلاح أبو إسماعيل في مصر، خلال انتخابات رئاسة الجمهورية في 2012، عندما نجح في الحصول على تأييد العديد من أبناء التيارات الدينية، رغم الخلاف الفقهي والعقائدي بينهم، عبر إثارة الخوف من المجهول الذي ينتظر الفكر الديني، حال ابتعاده عن صدارة المشهد.
حماية الشريعة
وظهر الداعية السلفي على رأس حركة احتجاج واسعة من الإسلاميين خلال الأسابيع الماضية، بزعم حماية الشريعة، ورفضا لسعي متصدري الحراك الثوري في الانتقال إلى الحكم المدني، وآيد حركته جموع حاشدة من التيار الديني، تزداد يومًا بعد الآخر، وخاصة في ظل تعثر عملية الانتقال الديمقراطي بين تجمع المهنيين السودانيين، والمجلس العسكري، بسبب الخلاف على نسبة تمثيل المجلس السيادي بين الطرفين.
المثير أن المجلس العسكري الجديد، أعلن مرارًا وتكرارًا أنه لن يتم إلغاء الشريعة الإسلامية، رغم استقالة ثلاثة أعضاء إسلاميين في المجلس الشهر الماضي، بعد أن اشتكى المحتجون من أنهم كانوا قريبين جدًا من البشير، الذي سجن في الخرطوم مع العديد من كبار المسؤولين الآخرين، ورغم ذلك، لايمل الإسلاميين من الإسطوانة الشهيرة عن حماية الشريعة، لتبرير تدخلهم من جديد.
تفكيك ميليشيات
جوزيف كروس، الخبير في شئون الحركات الإسلامية بالسودان، يرى خروج عبد الحي وأتباعه، بهذه الصورة، يؤكد ضرورة تفكيك ميليشيات الظل الإسلامية، موضحا أن العملية ستستغرق الكثير من الوقت، ولاسيما أن التيارات الدينية، تمثل أهم مكونات الدولة العميقة، التي جرى الاستثمار فيها على مدار 30 عامًا، هي مدة حكم البشير.
ويوضح «كروس»، أن إعادة توظيف الجبهة الإسلامية الوطنية (NIF) في المشهد السياسي، محاولة من الإسلاميين لتشويه قطاعات المجتمع السوداني، مثل العلمانيين والشيوعيين، لافتا إلى ضرورة إجراء تغييرات في نهج الحركة الإسلامية، مهما كان مصير الثورة السودانية، أو هوية الحكم الجديد للبلاد، في ظل رفضها بوضوح من قطاعات كبيرة في المجتمع السوداني، أصبح لديها انطباع راسخ، أن الحركة الإسلامية وحكومة البشير الاستبدادية، وجهان لعملة واحدة، ولا يجب أن تستمر طويلًا، بعد الإيقاع برأس النظام.