هل كشفت انشقاقات موريتانيا انهيار التنظيم الدولي للإخوان ؟
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية أزمة كبرى، أصبح الانشقاق أفضل حل للهروب من سفينة غارقة، تلاحقها الأزمات والمحن أينما حلت، تصدع التنظيم وتحول إلى أقطاب متناحرة، ولم تعد أزماته حكرا على التنظيم الأم في مصر، بل أصبح الصراع المعبر الرسمي عن الجماعة في العالم.
غابت القدوة في الإخوان، وبعدما كانوا يتغنون بالقيادات، ويسلمونهم رقابهم، أصبحوا يرونهم مثالا حيا على السلطوية، واستشهدوا على ذلك، بمشهد إطاحة محمود حسين، الأمين العام للجماعة، بميكرفون قناة مكملين الإخوانية، المقربة من الجناح المناهض للقيادات التاريخية، ورفضه التحدث أمامه في حفل الإفطار السنوي للجماعة بتركيا.
المعركة المشتعلة بين صفوف الإخوان، وتدور على ساحات السوشيال ميديا، كشفت عن سطحية الكبار، إلى الحد الذي جعل الأسماء الكبرى في تاريخ التنظيم، يفتعلون معركة مع ميكروفون مكملين، في مناسبة رسمية، وربما انتقلت العدوى إلى جناح التنظيم في موريتانيا، ولكن هناك أصبح الانشقاق الحل الوحيد، للرد على تفاهات التنظيم.
وعلى مدار الأشهر الأربعة الأخيرة، شهدت الجماعة وذراعها السياسي «حزب تواصل» هروب جماعي من القيادات المؤسسة للحزب، مرورا بالكتل الشعبية، بعضهم فضل الاعتزال تماما، والبعض الآخر، وجه صفعة مدوية للحزب، بالالتحاق في صفوف أبرز أعدائه، بسبب سياساته المعادية، التي تقرب الجماعة في موريتانيا من مصير إخوان مصر بسرعة الصاروخ.
الحزب الإخواني لم يجد بديلا عن الإعلان عن انشقاقات قياداته، وخاصة أنهم من الرموز التاريخية، على رأسهم الدكتورة حاجة بنت البخاري، التي انسلخت عن الحزب والتحقت بحملة مرشح الأغلبية لرئاسة موريتانيا، محمد ولد الشيخ.
و«بنت البخاري» من مؤسسي الذراع السياسي للإخوان «تواصل» وأحد أبرز القيادات النسائية في التيار، وكانت رائدة في العمل الدعوي للجماعة، ولم تقف دوامة الانشقاقات على البخاري وحدها، بل رحلت أيضا عزة بنت مولاي الحسن، مرشحة الحزب لعمدة مدينة وادان شمال البلاد، والمستشارة حاليا في المجلس البلدي للمدينة.
حمدي الخليفة، الباحث والكاتب، يرى أن الظروف الحالية، لا تخدم التنظيم بأي شكل، موضحا أن أجندة التنظيم، ستجبر المزيد من قياداته على الانشقاق عنه في الأسابيع القليلة القادمة.
واستشهد الباحث، بالقيادي عبد الله بن ياسين، الذي غادر مؤخرا التنظيم والتحق بمرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني، مؤكدا أن أيام التنظيم في موريتانيا قاربت على النهاية.