رئيس التحرير
عصام كامل

عارفة عبد الرسول.. "صفصف" فاكهة مسلسل قابيل


ليس بعدد المشاهد والحلقات تُقاس نجومية ممثل أو فنان، هذه الفكرة أثبتت الفنانة عارفة عبد الرسول صحتها وأكدت عليها من خلال مشاركتها في أحداث مسلسل قابيل الذي أطلت علينا من خلاله في الثلث الأخير منه لتبث في الأحداث روحًا وتُعيد للإيقاع بريقه الذي كاد أن يفقده حينما خفتت حدة تصاعد الأحداث.


أطلت عارفة عبد الرسول على جمهورها من خلال شخصية صفية أو "صفصف"، أرملة سكندرية أفنت عمرها في تربية ابنها عمر الذي يقدم شخصيته الفنان الشاب على قاسم، والتي عانت معه في رحلته مع الإدمان والخلاص منه بعد عدة محاولات.

وتمكنت عارفة بأدائها لشخصية هذه السيدة السكندرية أن تتسلل إلى القلوب، بلكنتها وكلماتها التي تشربتها من السنوات المديدة التي قضتها في عروس البحر المتوسط، والتي منحت شخصيتها مزيدًا من المصداقية، وأسلوبها الذي كان مفعمًا بأمومة وحنان جعلت الجمهور يتعاطف حتى مع سما "أمينة خليل"، الشخصية المتمردة الفجة التي كاد الجمهور أن يؤمن أنها بلا قلب أو مشاعر بسبب مشاهدها طوال أحداث المسلسل، ولكن جاءت صفصف لتدفع مشاعر هذه الفتاة الضائعة خارجًا وتُعيدها بشرًا بدم وروح، فقط من خلال محادثاتها الودية الدافئة التي جمعت بينها وبين سما والتي لم تخرج عن إطار "الطبيخ" وطريقة عمل المحشي والملوخية وبعض النصائح من أم لابنة لم تلدها ولكنها دخلت بالتأكيد قلبها.



وبالرغم من أن هذه المشاهد قد تبدو بعيدة تمام البُعد عن إطار المسلسل العام الذي لا يخلو من الغموض والإثارة إلا أنها كانت كفيلة أن تصل المشاهد بالمسلسل وأحداثه من جديد، وتمكنت من إثبات فكرة أن ثمة فنانين قد يظهرون فجأة وبلا مقدمات في العمل ليعيدوا الروح إلى أحداث شابها الملل كادت أن تنفر المشاهد من المتابعة، وعارفة بالتأكيد كانت من هؤلاء الفنانين، فضلًا عن كونها الفاكهة التي منحت المسلسل نكهة و"طعمًا" خاصًا.



البدايات
والمتابع للمسيرة الفنية لعارفة عبد الرسول، التي كانت تعمل بمحل بقالة والدها بسوق الحضرة حتى أصبحت في الـ24 من عمرها، يعلم أنها طلت علينا من خشبة المسرح، وترجع بداياتها مع عالم الفن، منذ نعومة أظفارها، ودعمت علاقتها بالفن من خلال دراستها.

تخرجت عارفة في كلية الفنون الجميلة، والتحقت بعدها بإذاعة الإسكندرية وقدمت عددًا من المسلسلات الإذاعية خلال حقبة الثمانينيات، كما أنها عملت كممثلة مسرح على امتداد 30 عاما هي وزوجها الكاتب والمخرج مصطفى درويش، ولقد قدما سويًا عرضًا يُدعى "حكايات بنت البقال"، والذي يُعد أحد أنجح عروضهما وكان سببًا في انتقالهما إلى القاهرة منذ أكثر من 10 سنوات، حينما شاهده المخرج حسن الجريتلى مدير فرقة الورشة، وكان هذا الانتقال سببًا في شهرة عارفة فيما بعد.



شرارة الشهرة
كان مسلسلي "أبواب الخوف" و"شمس"، هما بداية تعرف الجمهور على عارفة عبد الرسول، ولكنها توقفت عن العمل في الأعمال الفنية بعد اندلاع ثورة 25 يناير، ثم عادت مرة أخرى فيما بعد إلى عالم الفن لتشارك في مسلسل "البيوت أسرار"، والذي كان بمثابة انتقالة جديدة في مسيرتها الفنية، ثم من بعده مسلسل "الميزان"، ومسلسل "لا تطفئ الشمس" الذي أبرز مواهب عارفة وجعلها تتسلل إلى قلوب الجمهور بلا استئذان كما أنها تسللت أيضًا إلى الأفيش بجوار نجوم العمل.



استمرار النجاح
واصلت عارفة عبد الرسول نجاحها، وازداد تعلق الجمهور بها مع كل عمل، حتى إنها قدمت في الموسم الرمضانى الماضى ثلاثة أعمال فنية، وهى "أبو عمر المصري" و"الوصية" و"واكلنها والعة"، وتوالت أعمالها، حتى شاركت في رمضان هذا العام في مسلسل "هوجان" للنجم محمد إمام، حيث تقدم شخصية "أم لطفى الحراق"، أو والدة كريم محمود عبد العزيز، بالإضافة إلى مشاركتها البارزة في مسلسل قابيل مع النجوم محمد ممدوح وأمينة خليل ومحمد فراج والتي تركت أثرًا في قلوب الجمهور من عدة حلقات.


الجريدة الرسمية