رئيس التحرير
عصام كامل

خدعة "طارق الزمر"


دعا إلكترونيا "طارق الزمر" القيادى القديم في تنظيم الجماعة الإسلامية الإرهابية إلى أن يكون عيد الفطر المقبل عيدا كما أسماه للمصالحة المجتمعية، التي تتجاوز خصوماتنا السياسية وخلافاتنا الفكرية، ونترفع فيها عن النزاعات الشخصية، ونقدّم مصالح المجتمع والأمة على حسابات ذواتنا، وحساباتها الحزبية والسياسية والطائفية..


إنها خدعة جديدة من الرجل الذي رفض قبل عدة عقود مضت هو وقريبه "عبود الزمر" الانخراط في المراجعات التي دعا إليها عدد من قادة ومؤسسى تنظيم الجماعة الإسلامية في السجون، والتي انتهت بخروجهم وعدد من كوادر وأعضاء التنظيم من السجون، بعد أن اعترفوا بخطاياهم، ومنها اغتيال الرئيس "السادات"، واعتذروا علنا عن هذه الخطايا والعنف والإرهاب الذي مارسوه ضد المجتمع.

وعندما خرج بعدها "طارق الزمر" من السجن بعد انتهاء فترة حكمه لم يفعل مثلما فعل عبود الزمر، وإنما عاد للانخراط مجددا في ممارسة العنف، من خلال إعادة أحباء تنظيم الجماعة الإسلامية مجددا، ودعم الإخوان بقوة قبل وأثناء وبعد اعتصام رابعة.

صحيح أن "طارق الزمر" مهد لهذه الخدعة الجديدة قبل شهور، بتوجيه انتقادات علنية للإخوان، متهما إياهم بأنهم لا يسعون إلا لتحقيق مصالحهم الضيقة، لكن الرجل لم يعترف بما ارتكبه هو وأنصاره وتنظيمه من خطايا وجرائم في حق هذا المجتمع الذي يدعو لمصالحة من أجله.. وأيضًا لم يعتذر عما قام به في الماضى البعيد والمرضى القريب.. فكيف يمكن أن نصدقه أو أن نأمن له مجددا.

إنها خدعة جديدة من رجل يرى أن الخداع أفضل من المواجهة العلنية في التعامل معنا، في ظل الضربات والملاحقات الأمنية المستمرة ضد تنظيمات العنف والإرهاب، وفى ظل الرفض الشعبي لتيار الإسلام السياسي الإسلامى كله.. أو هو انحناء أمام العاصفة حتى تنتهى وتمر، لتعود الحية إلى لدغنا مجددا كما حدث ذلك مرارا من قبل.. انتبهوا واحذروا ولا تنخدعوا مرة أخرى.
الجريدة الرسمية