رئيس التحرير
عصام كامل

حرب التصريحات الأمريكية الإيرانية!


بعد أن ارتفعت نذر الحرب في المنطقة إلى مدى واسع وصارت أمريكا وإيران تمارسان معا لعبة حافة الهاوية، فقد انتقلنا مؤخرا إلى مرحلة جديدة من الأزمة الأمريكية الإيرانية، هي مرحلة التراشق بالتصريحات.. ويقود هذه المرحلة من الجانب الامريكى الرئيس "ترامب" بنفسه، بينما يتشارك أغلب المسؤولين الإيرانيين في ذلك بدءا من خامنئي وحتى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية.


فهاهو "ترامب" يطمأن قادة إيران بأنه لا يستهدف الإطاحة بهم أو التخلص من نظامهم، ويقول وهو يزور اليابان التي قيل إنه طلب منها الوساطة مع إيران، أن إيران في مقدورها أن تكون دولة عظيمة بذات قيادتها الحالية، مؤكدا أن واشنطن لا تريد تغيير النظام الإيراني، وإنما تريد منع إيران من امتلاك قنبلة نووية!

وقد سارع "جواد ظريف" وزير الخارجية الإيراني للرد على الرئيس الأمريكي مؤكدا أن إيران لا تسعى لصنع قنبلة نووية، مشيرا إلى فتوى المرشد الثورة الإيرانية خامنئي يحرم فيها ذلك!.. غير أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية التي يتولاها "ظريف" عاد بعدها ليؤكد أنه لا مجال للتفاوض مع أمريكا حاليا في ظل العقوبات التي فرضتها على إيران..

وكان بذلك يرد على "ترامب" الذي قال أنه يعتقد أن إيران صارت راغبة في التفاوض حاليا!

إلا أنه رغم ذلك فإن إيران بعد أن تحرشت عسكريا بالسعودية والإمارات عبر الحوثيين، عادت لتمد اليد بالتفاوض مع دول الخليج العربية، حينما عرضت عقد معاهدات معها لعدم الاعتداء.. وأوفدت ممثلا لها لزيارة ثلاث دول عربية بهذا العرض، وإن كانت إيران لم تعرض عقد معاهدات لعدم التدخل في الشأن العربي.. على كل حال فإن هذا يعني أن إيران لا تستبعد مبدأ التفاوض للخروج من الأزمة الراهنة التي عانت من آثارها اقتصاديا.

وهكذا ثمة حرص من أمريكا وإيران بعد الوصول إلى حافة الهاوية على عدم الانزلاق إلى هذه الهاوية.. وبدلا من التراشق بالأسلحة، بدأ التراشق بالتصريحات.. لكن ذلك لا يعنى عدم إمكانية تكرار إيران تحرشها العسكري بدول عربية، مثلما فعلت مع السعودية والإمارات من قبل عبر الحوثيين.
الجريدة الرسمية