رئيس التحرير
عصام كامل

«مائدة الوحدة الوطنية».. عندما تتجسد قيم المحبة بين المصريين (فيديو وصور)


تفرد المصريون عبر تاريخهم بخصال حميدة وطباع عن سائر الحضارات، وعادات تسمو بالوجدان، وتعلي من قيمة الإنسان بعيدا عن لونه أو عرقه أو دينه، كشريان النيل في عطائه والذي روت روافده جانبي أرض الكنانة منذ فجر الإنسانية.


أشعار وقصائد تغنى بها رموز الطرب، لم تفِ بتجسيد وحدة نسيج ودم وثق المصريين أواصره، حتى صارت كالبنيان الذي لا تستطيع أن تميز لبناته، وجينات توارثها أبناؤه جيلا بعد جيل، تفوح نسائمها في المحن والمناسبات والأعياد الدينية.



وفي موسم الخيرات، شهر رمضان المبارك، لم يقتصر ترقب ثوابه ونفحاته على قلوب المسلمين فقط، بل سعى بعض الأقباط لحصد نصيب وحظ من سباق المحبة، في أيام الشهر السمحة. 


مائدة أمير الجواهرجي «المسيحي»، والتي عرفها كل من وطأت قدماه شارع شهاب بالمهندسين، رسمت أحد أضلاع لوحة الوحدة والتآخي بين المصريين، وصارت معلما من لمحات الشهر الكريم بالمنطقة.


تطعم مائدة «الوحدة الوطنية» كما يقول «الجواهرجي» قرابة الـ270 فردا في اليوم، مقسمين بين من يقوم بالإفطار عليها أو من يحصل على وجبته قبل المغرب ويذهب، أو من يقومون بإرسال الطعام لهم.



جيران وقاطني المنطقة، كان لهم نصيب من زاد الخير يضيف: «بيقوم على المائدة طباخ ومساعده و3 عمال ممن يعملون معي في محلي الخاص.. وجيران المنطقة من المسلمين يعاونوننا أيضا». 


وعلى قدم وساق وقبل سويعات قليلة من موعد الإفطار، تزداد الحركة وتتعالى أصوات الأقدام وملاعق الطهي، لإعداد مائدة الخير والمحبة، وإدخال السرور إلى قلوب الصائمين.
 


على مدار 17 عاما، لم يسأم أو يكل القائمون على المائدة من خدمة رواد الرحمن، كما يؤكد أمير الجواهرجي: «ربنا يقدرنا ونعملها كل سنة.. دي دعوات الناس اللي إحنا خدامينهم».



ومع صوت أذان المغرب ينطلق بـ«الله أكبر»، يكلل تعب القائمين عليها، بفرحة مرسومة في أعين صائم ذهب ظمأه، وبسمة تعلو وجوههم.

الجريدة الرسمية