إدارة ترامب.. وتصنيف الإخوان منظمة إرهابية!
تسريبات الإدارة الأمريكية بشأن إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية.. تدعونا لنتساءل عن مدى جديتها، خصوصًا في ظل علم أمريكا والغرب بدلائل قوية تؤكد كلها ضلوع تلك الجماعة في أعمال عنف وتخريب في مصر، وكثير من البلدان العربية وحتى الأوروبية، فهي داعمة بل منبتة لجماعات العنف والمتطرفين حول العالم بالفكر تارة، وبالأموال تارة أخرى تحت سمع وبصر أنظمة دول وحكومات لا تخفي تأييدها لهذه الجماعة وغيرها من الجماعات المسلحة مثل تركيا وقطر وإيران.
المدهش حقًا أن الإدارة الأمريكية تخرج علينا بين الحين والآخر، لتعلن في جرأة تُحسد عليها أنها جادة في محاربة الإرهاب وتنظيماته في العالم كله، رغم أن داعش وأخواته مثلًا تشكّل وترعرع وعاث في بلاد العرب فسادًا وتدميرًا بعلم أمريكا وتحت بصرها، بل ورعايتها ودعمها اللا محدود ومن ورائها إسرائيل بشهادة الغرب نفسه.
تسريبات أمريكا هذه المرة توحي بأنها ترفض نهج جماعة الإخوان الإرهابية، وما تفعله الدول الداعمة لها ولغيرها من تنظيمات العنف والتطرف هنا وهناك، وما تغدق بها عليها من جميع أشكال الدعم؛ ماليًا ولوجيستيًا.. لكن مثل هذه التسريبات ستظل ضربًا من ضروب الحرب الكلامية متعددة الأغراض ما لم تترجمها إدارة ترامب إلى أفعال ملموسة على الأرض تقطع دابر الإرهاب وتجتثه من جذوره حتى لا يُترك كما هو الآن، يمارس العنف والقتل والتدمير بدعم واضح من دول بعينها، تمارس الدور نفسه، وتحاول إقناعنا بأنها جادة في محاربته في ازدواجية ممقوتة يكاد المرء يحتار من شدة فجاجتها.
فكيف تدعي بعض الأطراف ظاهرًا أنها تحارب الإرهاب، بينما هي باطنًا توفر له الدعم وكافة مقومات الحياة.. ولو سألت من صنع داعش ومن أمده بالتمويل والمعلومات والعتاد وسهل له الانتقال بمنتهى الأريحية، وفي وضح النهار من بلد عربي لآخر لقيل لك إنها الدولة الفلانية ومن ورائها الدولة العلانية.
لكن ما يقال في المؤتمرات وتحت قبة المحافل الدولية شيء وما يجري على أرض الواقع شيء مناقض له تمامًا، وهي لعبة سمجة مكشوفة وبلطجة يمارسها البعض دون حياء أو ضمير استغلالًا للضعف والوهن الذي عليه بعض بلداننا للأسف.. ويبقى التساؤل: هل أمريكا جادة في كلامها؟!