رئيس التحرير
عصام كامل

تطهير الوزارة أولًا يا وزير التعليم!


ما حدث الأسبوع الماضي في امتحانات الصف الأول الثانوي يعبر بشكل كبير لكل صاحب بصيرة أننا ما زلنا في عالم يسوده الجهل والتخلف، بالرغم أننا في القرن الواحد والعشرين، وأن أحد أسباب المشكلة أحد اختراعات التكنولوجيا الحديثة، فالسيد وزير التعليم ينفذ تصورا لتطوير التعليم على أحدث أدوات العصر، ولكن ماذا فعل الوزير؟ هل أعد البيت لاستقبال هذا التطوير؟ هل أعد الأداوات التي سينفذ بها مشروعها؟ هل استطاع مخاطبة الشارع لشرح تصوراته المستقبلية؟ وهل.. وهل..الخ.


للأسف الوزير ربما يملك مشروعا حقيقيا لتطوير التعليم، أقول ربما، ولكنه للأسف خطابه للشارع يفتقد الحد الأدنى للرؤية السياسية، وانعدام الوعي بماذا يقول ومتى وكيف؟

الوزير يشعر بأن الحكومة تسانده ولهذا لا يهم أحدا أن يقتنع أو لا يقتنع، وهذه جريمة وقصر رؤية، تضاربت تصريحات الوزير، تصريحات لا علاقة لها بالواقع، الحيرة التي سيطرت على الأسرة المصرية المسؤول عنها الأول الوزير، الذي لا يهمه رد فعل أي أحد، الغريب بعد كل موقف يخرج بتبرير غريب يصيب الناس بدهشة واستغراب..

السؤال الذي يحيرني، المفترض وزير التربية والتعليم رجل علم، يؤمن بالخطوات العلمية والتجربة، والعلم لا يعترف بالعمل العشوائي، مع فرض أن مشروع الوزير جيد وبمنزلة نقلة نوعية إلا أن التنفيذ لا ينسجم بالعقلية العلمية، لماذا لم يتم تنفيذ تطبيق "التابلت" على مراحل وتقسيم المناطق جغرافيا بحيث يتم تعميمه خلال عامين أو ثلاثة؟

لماذا يصر الوزير على تنفيذ شىء كل المؤشرات تؤكد عدم إيجابيته لو تم تطبقه الآن؟ لماذا الاستعجال والعمل بدون خطة معدة بشكل حقيقى؟

الجميع يعلم أن وزارة التربية والتعليم يعشش فيها الغربان من الإخوان والسلفيين، فهل قام الوزير بتطهير وزارته منهم؟ هذه خطوة أولى لنجاح أي تطوير، لأنهم لو ظلوا في مواقعهم لن ينجح أي عمل جاد للتطوير، إنهم في مفاصل الوزارة، وفى المدارس وفى كل مكان، لهذا كان لابد أن يعطي جزءًا من جهده لتطهير الوزارة من هؤلاء ومن مافيا الفساد، وهم فريق يعمل بنظام غير مافيا الدروس الخصوصية..

يا معالي الوزير وجود الجيش الجبار من المستشاريين لن يفيد وسط مفاصل للوزارة لا تستطيع السيطرة عليها كما يجب.

أعود إلى ما حدث الأسبوع الماضي، فوضى في الامتحانات ويخرج الوزير بتصريحات عكس كل الشواهد، وخروج بعض تظاهرات للطلبة ضد الوزير والوزارة، اتفقنا أولا أن هناك الإخوان المتربصين بالدولة المصرية، وللأسف بما حدث الدولة أعطت للإخوان الفرصة لتهييج الطلبة وإقامة مظاهرات وإحراج الحكومة، ومن هنا نرى أن الحكومة بسذاجتها توفر المناخ لأعداء البلد للعبث في الشارع وفى الإعلام.. فهل نفيق أو تفيق الدولة؟!

أمر أخير هو مستوى السفالات التي كانت في تجمهرات الطلبة؟، عودة إلى عام 1981 كان الرئيس الراحل استخدم لفظا رأينا أنه لا يليق أن يكون ضمن مفردات خطاب الرئيس أو حتى في الإعلام، هذا اللفظ أصبح أقل ما يتردد في مسلسلاتنا الآن!، هؤلاء الطلبة لم يجدوا أحد يعلمهم، في البيت أو المدرسة أو الإعلام، وأيضا علينا أن نشير إلى شبكة التواصل الاجتماعي، من أين تكون لهم عفة اللسان أو الخلوق والأدب عند مخاطبة غيرهم؟! من أين؟

هؤلاء الطلبة يعبرون بشكل حقيقى عن واقعنا المزري، من يعرف يركب مترو الانفاق ليرى مستوى طلبة الجامعة الأخلاقي بناتا وبنين، لم يعد هناك فرق، البنت والولد يتعاملان معا دون حياء أو أدب وأمام الجميع، والمزاح عادي جدا، ولد يمسك يد البنت يشدها من كتفها أو شعرها عادى جدا، والألفاظ فحدث ولا حرج، أخلاق طلبة أولى ثانويت عبر عن مجتمع تآكلت فيه القيم والمبادىء والاحترام..

وليتنا نأخذ من هذا الحدث درسا نتعلم منه، ويتعلم منه كوزير أن يراجع نفسه وينتبه إلى أن حسن النوايا لا تبنى الأمم، أن يتعلم ويدرك أن بعض الأخطاء التي توفرها الحكومة بقرارات غير ملائمة أو دون سابق تحضير تعد البيئة الجيدة للمجرمين الإخوان لمحاولة العبث بالشارع، وهناك من المواطنين غير مدركي الحقائق فيقعون في شراك الإخوان ومؤمراتهم!

ليس عيبا أن يُصدر قرارا غير موفق ولكن العيب كل العيب هو عدم محاولة تصحيح هذا الخطأ بالمكابرة والعند، الرائع أن نرقى بمستوى تفكيرنا ونصلح أخطاءنا من أجل مصر.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
الجريدة الرسمية