لماذا يقف العالم ومنظماته متفرجًا؟!
التاريخ يؤكد أن الإخوان جماعة دأبت على تقسيم الشعب المصري وتشويه ثقافته وطمس هويته.. كما أثبتت التجارب أن الإخوان جماعة لا عهد لها ولا ذمة..
ولا يفوتنا في هذا السياق أن نعيد التذكير بما قاله المستشار "عماد أبو هاشم" القاضي السابق وحليف الإخوان الذي انشق عنهم موجهًا رسالة للمصريين بقوله: "لا تنخدعوا بكل من يتستر بالدين، ولا تقعوا في الفخ الذي وقعت فيه وأدفع ثمنه غاليًا، لكن ما يهمني رغم ما أتلقاه من تهديدات تصاحب وجودي في تركيا هو الكشف عن حقيقة هذه الجماعة المارقة، وأعضائها الذين يتلذذون بالكذب والافتراء على مصر وشعبها".
"أبو هاشم" أكد أن الإخوان جماعة تتستر بالدين وترفع شعار "الإسلام هو الحل" لكنها ترتكب كل الموبقات داخل الغرف المغلقة، وتقترف الفواحش والمصائب السوداء، وأن هذه الجماعة كل أعضائها أفاقون لا يعرفون غير ترويج الشائعات والخزعبلات وإشاعة الأفكار الضالة لنشر الفوضى في مصر وضرب اقتصادها، وهم بذلك يفوقون أعداء مصر التقليديين...
ثم انتهى إلى وصفها بأنها الخطر الأكبر على مصر والأمة والعالم كله، فهي جماعة سافلة- على حد قوله- تتمنى إحراق مصر والمصريين كلهم، بل إن الرجل ذهب لأبعد من ذلك حين قال: أنا على يقين أن هذه الجماعة عنصرية عدائية تحارب مصر والعرب والإسلام وتعادي أي قومية أو رابطة غير رابطة الإخوان، فهم لا يؤمنون لا بمصر ولا بالعروبة بل يؤمنون فقط بجماعتهم وكل ما خارجها فهو عدو، معتبرين أنفسهم شعب الله المختار وكأن الدين حكر عليهم..".
وإذا كانت جماعة الإرهابية بكل هذه الخطورة فلماذا يقف العالم ومنظماته متفرجًا.. بل الأدهى لماذا تحتضنها دول بعينها حتى في الغرب نفسه.. لماذا يغض المجتمع الدولي الطرف عمن يدعمون الإرهاب وجماعاته جهارًا نهارًا، مثلما يفعل أردوغان البلطجي التركي بتمويل جماعة الإخوان وتنظيمات الإرهاب سواء في سوريا أو ليبيا أو غيرهما بصورة علنية، دون أن يحرك ذلك المجتمع الدولي ساكنًا أو يوقف أفعاله العدائية في المنطقة.
لاشك أن مصر لم تعرف على مدى تاريخها العريق شيئًا كالذي تعانيه اليوم على أيدي بعض أبنائها من التيارات المتأسلمة، الذين يجري توظيفهم- بقصد أو دون قصد- في تحقيق أجندات الغرب ومآربه.. فثمة من يمول ومن يحرض ضد إرادة مصر وشعبها.
والسؤال: ألا يعلم المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا أنه لا سلام ولا استقرار ولا نهاية للإرهاب دون تكاتف وإرادة حقيقية من الجميع لكتابة كلمة النهاية لذلك الإرهاب الخبيث، الذي لا يفرق بين دولة وأخرى.. لا بد من كشف من يمولونه ومن يوفرون له الدعم بكافة أشكاله، ومن يمدونه بالمعلومات الاستخباراتية..
والأهم هو إيجاد حل عادل وكامل للقضية الفلسطينية، وإيجاد حل سياسي لجميع النزاعات المسلحة والصراعات التي تدور رحاها في دول الجوار بفعل فاعل.
وإذا كانت أمريكا صادقة حقًا في محاربة الإرهاب فعليها أولا أن تفي بوعدها بإدراج جماعة الإخوان على لوائح الإرهاب.. أما الدفع باتجاه الحرب ضد طهران فإنه سيناريو مكشوف أرادت به أمريكا ابتزاز العرب.. وفي كل الأحوال فإن الحرب لن تكون نزهة سهلة بل ستكون إذا وقعت لا قدر الله ووبالا على المنطقة العربية وعلى العالم كله.. وليتذكر "ترامب" وإدارته إلى أي مدى كان الخروج من العراق وأفغانستان مؤلمًا وصعبًا.