رئيس التحرير
عصام كامل

التباهي بفعل الخير!


فعل الخير مطلوب بالفعل، وتحض عليه كل الأديان، غير أن التباهي به أمر مرفوض ويثير الشكوك فيمَن يقوم بفعل الخير، ويؤكد أن وراء عمله أهداف أخرى لا علاقة لها بإرضاء ربه أو إشباع إنسانيته.. أما إذا كان التباهي بفعل الخير يتم بشكل مرتب ومخطط فإن الشكوك تتحول إلى حقيقة فيمَن يقوم بذلك هو ومن يساعده على ذلك!..


وعندما يأتى بذلك، أي التباهي بفعل الخير، من قبل أحد ممَّن لا ينتمون إلى أبناء الوطن، وإنما ينتمى إلى بلد آخر حتى ولو كان شقيقا، فإن ذلك يطال الكرامة الوطنية، ويحتاج إلى وقفة مع مَن قام بذلك، ومن ساعده.

نعم، إن مصر تفتح ذراعيها لكل الأشقاء، وترحب بهم، وتعاملهم وكأنهم أبناؤها، ولا تعزل من يلجأ إليها في خيام منفصلة كما يحدث في العديد من البلاد الأخرى، وتسعى لاجتذاب المستثمرين العرب قبل الأجانب في شتى المجالات، بما فيها المجال الرياضي أيضا، كما حدث مؤخرا.. غير أن المصريين حريصون على كرامتهم، ولا يقبلون من يمس هذه الكرامة ولو بشكل غير مباشر، ويرفضون أن يتباهى أحد بتقديم المعونات، لغير القادرين منهم.

نعم، إن القانون لا يعاقب من يتباهى بفعل الخير، عندما يرتب لتصوير مَن قدم لهم تبرعاته تحت لافتة تقول إنه المتبرع، وإنما المصريون يغلقون قلوبهم أمام من يقوم بذلك، ولا يمنحوه محبتهم أو احترامهم، لأن كرامتهم، وكرامة وطنهم أهم أمر لديهم.. وهم لا يفرطون في هذه الكرامة أبدا، ويعضون عليها بالنواجذ.

لذلك سيظل من يفعل ذلك بعيدا عن قلوب المصريين، ولن يتمكن في أن ينال رضاهم حتى ولو أنفق مال قارون على ذلك، وفعل البدع!.. فهل يتعظون؟!
الجريدة الرسمية