ياسر رشاد: "فنان الكف لازم يكون مثقف.. ووالدي كشف ادعاء محمد منير" (فيديو)
موروث صعيدي بموال، غنوة تخرج من قلب وعقل فنان يقول أشعارا بناءً على خانات، ومنذ قديم الزمن كان فن "الكف" الصعيدي، هو تحد كبير بين الجماهير والفنان، مهما اختلف اسمه ومكانته.
ينتشر فن الكف بمحافظات "الوادي الجديد، قنا، الأقصر، أسوان، والبحر الأحمر"، وهناك عشرات الفنانين الذين لهم شهرة وسمعة مميزة في هذا المجال، منهم على سبيل المثال لا الحصر، جابر العزب، ربيع البركة، عبد النبي الرنان، محمود الإدفاوي، وياسر رشاد ابن الفنان الكبير "رشاد عبد العال" رحمه الله، والتي استضافته «فيتو» من أجل التحدث عن ذلك الفلكلور غير المعروف إلا لدى أبناء الصعيد.
حضر ياسر رشاد، من مركز كوم أمبو، إلى صالون "فيتو" الثقافي، وقد تخلى عن جلبابه الصعيدي، وارتدى كما يقال "ملابس أهل البندر"، وإن لم تكن تعرفه معرفة خاصة فلن تستطيع أن تعلم أن ذلك الشخص هو نفسه صاحب المواويل من يرتدي الجلباب بليالي الصعيد والذي تفوق على أقرانه في المهنة بعد أن ذاع صيته.
ورث ياسر رشاد، موهبته من والده الفنان الكبير رشاد عبد العال، والملقب بـ"الأسطورة"، وبدأ الغناء والدخول إلى مجال الكف عام 1994، ولديه العديد من الألبومات، أولها "همسة"، وأكثر أغنية مقربة لقلبه كانت "انسى"، وهي من نفس الألبوم، ولكنه أصبح يعتمد الآن على الأغاني اللايت بالحفلات ليس أكثر بعد اندثار سوق "شرائط الكاسيت" على حد وصفه.
وتحدث الابن عن ابيه أنه مثله الأعلى، وكان يستمع له الجمهور ولا يستطيع الكفافة أن يوقفوه بأي خانات يعكفون على طرحها، متذكرًا أن الأب عندما غنى محمد منير "نعناع الجنينة" كفلكلور نوبي رد عليه بأحد الحفلات، بأن تلك الكلمات ليست نوبية وإنما هي فلكلور جعفري من خلال فن الكف.
رشاد الابن يؤكد أنه لكي تكون فنان كف فهذا لا يعتمد على صوتك فقط، ولكن عليك أن تتمتع بسرعة بديهة وثقافة وضبط للنفس ولباقة وانتقاء للكلمات، حيث أن الارتجال هو أساس ذلك الفن، ويتم الغناء ليس من فراغ، ولكن هناك مجموعة تسمى "الكفافة"، وهم من يطرحون ما يسمى "الخانة"، من أجل أن يغنى من خلالها الفنان.
الكف
ووصفه رشاد أنه فن صعيدي، يشتهر به أهل الجنوب في لياليهم الفرحة، والمبدأ به يعتمد على الارتجال، ومن خلال الكفافة يتم إعطاء "خانة"، أو مذهب من مجموعة الكفافة، ويرتجل الفنان من خلال تلك الأبيات من أجل إعطاء الكفافة نفس السياق المطروح، موضحًا أنه فن صعب، ويحتاج إلى أن يكون مؤديه "مثقفا"، كثير الاطلاع، قارئا جيدا، عقله حاضر، قادرا على انتقاء الكلمات، ولديه سرعة بديهة.
فن الكف يعتمد على الجناس وبحور الشعر والارتجال، بأسس وقواعد على رأسها المتلوت، والمربوع، وبها كل كلمة تشبه الأخرى وكمثال "أنا ناسي أنا ناسي"، الحروف متشابهة ولكن المعنى مختلف، وهنا يتحدق عن أن أنه لا يتذكر ناسه، واللغة العربية الفصحى هي أساس الغناء.
الكفافة
مجموعة شباب مصطفين، يصفقون بطريقة ما بنغمة واحدة، ويلقون أبيات الشعر أو الأناشيد على الفنان الذي أمامهم، وعليه يجب على الفنان أن يأتى إليهم من نبات عقله ويلقى عليهم أغنية بنفس ذات السياق والقافية، وهناك أبيات ثلاثية ورباعية، يتراقصون بالدور من خلال تحديد 15 دقيقة لكل بلد في حالة ما كان الفنان مشهورًا ولديه حضور كبير.
المناظرات
وعرف ياسر رشاد تلك المناظرات بأنها "تحدٍ فكري"، وتعتمد في الأصل على مواجهات بين اثنين من الفنانين ليغنوا على ما يمليهم عليه الكفافة، ولا يجب أن يخرج أحد من السياق وإلا يهزم، ومن الممكن أن تستمر تلك المناظرات لمدة 4 أو 5 ساعات.
الموسيقى
وأكد ياسر رشاد، فنان الكف الصعيدي، أن الاعتماد الأكبر بالنسبة لآلات الموسيقى يكون من خلال "العود، ويصحبه طبلة و2 طار، وعلى الرغم من محاولات كثيرة بإدخال آلات أخرى على فن الكف، إلا أنها جميعًا باءت بالفشل، مبررًا ذلك بأن الآلات الأخرى صوتها أعلى من الفنان، وبذلك سيفقد تركيزه بسببها، ولن يكون منتبهًا فكريًا.
ليلة الفرح
وفي نهاية حواره، أكد ياسر رشاد، إمبراطور فن الكف، كما يطلق عليه بالصعيد، أنه يتم احتساب ليلة الحفل بالصعيد بزمن محدد لمدة 3 أو 4 ساعات، وفن الكف دومًا يبدأ من 12 مساءً حتى 3 أو 4 الفجر، ويكون أجر الفرقة الآن بأقصى حد من 10 حتى 12 ألف جنيه، بعكس الماضي كانت الفرقة تتقاضى جنيهات معدودة.