أول أضرار حرب إيران !
رغم تعهد المملكة العربية السعودية بتدبير النقص في النفط بالأسواق العالمية الناجم عن سعي واشنطن تصفير الصادرات البترولية لإيران لإجبارها على التفاوض حول اتفاق نووى جديد، إلا أن الأسعار العالمية للنفط أخذت في الارتفاع.. ولعل ذلك أولى ثمار التهاب الصراع الأمريكي الإيراني في منطقتنا، وذلك بعد تعرض سفن ومنشآت بترولية سعودية وإماراتية للتخريب والتفجير.
وهذا الارتفاع في أسعار النفط عالميا سوف يكون له تأثيره المباشر وقريبا على عموم المواطنين في مصر.. حيث تتأهب الحكومة لتعويم أسعار البنزين مع بداية العمل بالموازنة الجديدة في مستهل شهر يوليو القادم.. فإن الأسعار سوف تتحدد طبقا لسعر التكلفة وقيمة الجنيه المصري وأيضًا السعر العالمي للبترول..
وبالتالى فإن أي زيادة في الأسعار العالمية للنفط سوف ترفع أسعار البنزين بعد تعويمه، طبقا للاتفاق المبرم بين الحكومة وصندوق النقد الدولي.. وهذا يعنى أن التوتر الحالي في منطقتنا يؤذينا بشكل مباشر، وهذا نوع واحد فقط من الإيذاء، وهو ما لا يدركه الذين يتحمسون لحرب تشنها أمريكا ضد إيران، مثلما تحمسوا من قبل لغزو العراق وضرب الناتو ليبيا.
ولكن ربما يخفف من تأثير ذلك الارتفاع الذي بدا مع بداية العام الحالي في قيمة الجنيه المصري، الذي هو أحد عناصر تحديد سعر البنزين بعد تعويمه، فإن ذلك، خاصة مع الاستمرار، سوف يكبح أي ارتفاع في هذا السعر بعد بضعة أسابيع، وبالتالى يقلل من تأثير الارتفاع العالمي في أسعار النفط.
وهكذا ليس من مصلحتنا هذا التوتر الذي تعيشه منطقتنا ولا التهديدات بنشوب حرب جديدة فيها، وإنما مصلحتنا في احتواء هذا التوتر سريعا، حتى نمضي في تنمية اقتصادنا الذي بدأناه بالمشروعات القومية الكبيرة والضخمة، والذي يحتاج أن يتعزز باستثمارات في العديد من المجالات، لتحقيق نقلة في حياة المصريين، تنتشل الكثيرين منهم من دائرة العوز والفقر والحاجة، ودائرة عدم كفاية الدخل للوفاء بالاحتياجات الأساسية لمن ينتمون للطبقة المتوسطة.