رئيس التحرير
عصام كامل

فن صناعة الأمل!


قبل أيام شاهدت على أرض الواقع محور روض الفرج، وكوبري "تحيا مصر" الملجم، الذي يتم افتتاحه اليوم، خلال رحلة قصيرة إلى منزل أحد الأصدقاء المقربين إلى قلبي بمحافظة القليوبية، لتلبية دعوة على الإفطار، وقبل نحو أسبوع من افتتاح المحور والكوبري بشكل رسمي.


كل ما سيطر على خيالي، في حضرة هذا الصرح العملاق، مجموعة من الأسئلة، بعضها شخصي، والآخر يخص المجتمع المصري الذي أنتمي إليه، وجميعها تدور في فلك البحث عن العامل الرئيسي للنجاح في الحياة.

3 سنوات فقط، كانت كافية لإنجاز واحد من أكبر مشروعات مصر على مدار تاريخها الحديث، كأعرض كوبري في العالم، وهذا ليس لغوا، ولكنه بشهادة مندوبي موسوعة جينيس العالمية، الذين يحضرون حفل الافتتاح، لإعلان تحطيم الكوبري للرقم القياسي العالمي.

3 سنوات كنت أحاول فيها على مسار موازٍ، قراءة مجموعات متنوعة من الكتب اخترتهم بعناية، بجانب التخطيط للبدء في إنجاز مشروعي الخاص، ولم أنجح حتى الآن، إلا في قراءة ربع ما كنت أخطط له، ولم أتعامل مع مشروعي بالتصميم الكاف ليخرج للنور، وما زلت أستهلم الحكم من التجارب للعودة بشكل أقوى.

ينظر الكثير من الناس إلى النجاح بالكلمات فقط، مع أنهم يعلمون جيدًا، أن النجاح يلزمه مجموعة عوامل رئيسية، على رأسها روح التحدي والعمل الجاد والعزم والتصميم، وقد تبدو هذه المعلومات البديهية التي أمررها إليك لا تستحق منك عناء تضييع الوقت في قراءتها، ولكن عفوًا، إن كانت بهذه البساطة، لماذا إذن يتغاضى الغالبية العظمى من الناس عن الفرص، وتضيع منهم واحدة تلو الأخرى!

ببساطة لأنها تحتاج إلى ارتداء زي رسمي لا يعرف الكسل والتسويف والمماطلة، واللغو، وتضييع الوقت في المساجلات والتنظيرات التي لا طائل منها، والزي الرسمي الذي أقصده هو «العمل»، وأن لا نكتفي بالإعجاب بالنماذج الناجحة من حولنا، بينما نحن أنفسنا لم نقرر بعد، أن نخجل من بقائنا في الخلفية، بسبب الدوافع السلبية التي نحيط أنفسها بها، فتتكالب علينا العقبات، وتعرقل طريقنا نحو الوصول إلى الهدف.

العمل الجاد، والجهد، والروح، بدونهم لن نستطيع بناء بلادنا التي نحلم بها، وهي أيضا المفاتيح الذهبية لكل باحث عن النجاح والمكانة، والتأثير، وهو يعلم جيدا فاتورة السعي إلى هذه المزايا، وخوض تحد يدرسه لأبنائه، ليتعلموا بدورهم، أنه ليس هناك طريق ممكن للأحلام والطموحات، إلا بالعمل الجاد والتصميم، والعزيمة، والأمل.

شكرا لكل من شارك في هذا المشروع العظيم، ولكل من يحاول تطوير نفسه في صمت، ولكل ساعٍ إلى الترقي بالعمل والجهد والإصرار والطموح.
الجريدة الرسمية