رئيس التحرير
عصام كامل

والحرب التجارية العالمية تشتعل!


التهديدات بمواجهة عسكرية أمريكية إيرانية اجتذبت اهتمام الكثيرين، وجعلتهم لا يمنحون اهتماما كافيا لمواجهة أخرى خطيرة تحدث الآن، ولكن على الساحة الاقتصادية بين أمريكا والصين.. فالمفاوضات التجارية بين البلدين اللذين يملكان أقوى الاقتصادات في العالم تعرضت لانتكاسة مؤخرا..


بعد أن قام الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على الصين، تمثلت في فرض رسوم تجارية إضافية على ما تبقى من المنتجات والسلع الصينية المصدرة للسوق الامريكى.. وقامت الصين بالرد على ذلك بفرض عقوبات من جانبها على أمريكا بفرض رسوم إضافية على الصادرات الأمريكية للسوق الصينى، غير مكترثة بتحذيرات ترامب لها، حتى ترد على عقوباته بالمثل!

ولا شك أن ذلك سوف يلقي بظلاله السلبية على المباحثات التجارية بين البلدين، نتيجة تصلب الطرفين على هذا النحو، والخطورة أن إخفاق هذه المحادثات سوف يجر البلدين إلى حرب تجارية، كل منهما يقول أنه يريد تفاديها.. وهذه الحرب التجارية بين البلدين سوف تصير حربا تجارية عالمية لأنها تحدث بين أقوى اقتصادين في العالم.. وسوف يكون ذلك له انعكاسه السلبي على حركة التجارة العالمية، وحركة الاستثمارات العالمية أيضا، وبالتالي معدلات النمو الاقتصاد العالمي.

ونحن لن نكون بعيدين بالطبع عن هذه الروايات السلبية.. فان مواردنا من رسوم المرور في قناة السويس التي نعول عليها في زيادة مواردنا من النقد الأجنبي تتأثر بالطبع بحركة التجارة العالمية صعودا وهبوطا.. وذات الأمر ينطبق على حركة الاستثمارات التي نسعى أن تجتذب منها قدرا مناسبا يعوضنا نقص مدخراتنا المحلية، ويساعدنا على زيادة معدل نمو اقتصادنا.. ولذلك نحن نحتاج ليقظة تامة حاليا اقتصاديا وسياسيا في ظل التهاب منطقتنا عسكريا، والتهاب عالمنا اقتصاديا الآن.
الجريدة الرسمية