رئيس التحرير
عصام كامل

قبل كل شيء.. الدين معاملة وسلوك وعمل!


شتان بين ما أراده الله لنا من رمضان وبين ما نفعله بأنفسنا فيه.. فهل توقفنا عن الغيبة والنميمة والحقد والغل والحسد وإيذاء الآخرين دون ذنب أو جريرة.. وهل يكف الموظفون أيديهم عن تلقي رشاوى مقنَّعة يرونها إكراميات من حقهم تقاضيها لقاء قضاء مصالح الناس..


هل يبتسم الموظف في وجه من يتعامل معه من الجمهور أو يزيل أسباب شكاواهم ويقدم لهم الخدمة بيسر.. هل يرحم كبارُنا صغارنا وأغنياؤنا فقراءنا ومسؤولونا مواطنينا.. وهل يوقر صغارنا كبارنا.. هل نصل أرحامنا التي تقطعت أكثر رغم ثورة الاتصالات وتطورها الهائل.. هل نخفف عن المنكوبين آلامهم ونقضي عن الغارمين ديونهم حتى لا يلقوا خلف القضبان بلا جريرة سوى العجز عن سداد ما عليهم.

هل ينزل المسؤولون إلى المواطنين على الطبيعة ويعيشون مشكلاتهم أم يكتفون بمطالعة تقارير مرؤوسيهم.. هل يؤدي الأغنياء واجبهم نحو الفقراء، فيخرجون زكاة أموالهم التي فرضها الله عليهم مصداقًا لقوله تعالى: "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ".. أم أنهم بخلوا واستغنوا واستعلوا على عباد الله، ناسين أنهم مهما تكثر أموالهم فلن يخرقوا الأرض أو يبلغوا الجبال طولًا.

للصوم حكمة كبرى لا يبلغها إلا من فهم غايتها وعلم قدرها.. ومن أراد أن يرى نفسه في ميزان الصوم فلينظر ماذا ترك الصيام فيه من أثر وماذا غير فيه من سلوك وأفعال سلبية.. فإذا تحول به إلى فعل رشيد يرضاه الله وينفع الناس فقد بلغ الغاية من تشريع الصيام.. فالدين المعاملة.. والدين السلوك والعمل.. ولن تجد آيات الإيمان مقرونة بشيء إلا بالعمل الصالح الذي من دونه يظل إيمان المرء ناقصًا لا روح فيه ولا طائل منه.

فهل يتوقف التجار عن جشعهم ويرأفون بحال البسطاء.. وهل يُقلع الناس عن مرذول عاداتهم.. وهل يتصالح المتخاصمون ويتحد المتفرقون معتصمين بحبل الله المتين وصلات القربى حتى لا يفشلوا ويذهب ريحهم.
الجريدة الرسمية